23 ديسمبر، 2024 12:46 م

التعثر السياسي بين الخبرة وعدم القدرة

التعثر السياسي بين الخبرة وعدم القدرة

(العظمة في هذه الحياة ليست في التعثر ولكن في القيام بعد كل مرة نعثر فيها ) نيلسن مانديلا
حتى نكون منصفين في متناول الموضوع لابد من تعريف الخبرة , وهي القدرة أو المحصلة العلمية والإدارية والسياسية التي تمكن الشخص من أداء مهارات بدون بذل مجهود كبير , (طبعاً هذا مانفتقده في العراق )     , لكننا نسأل هل هناك اسباب اخرى في التعثر وعدم الاستقرار السياسي الذي يشهده العراق اليوم ؟ أهو نقص الخبرة لدى الحكومة ؟ أم أن الامر يتعلق بمعارضة تقودها اجندة سياسية فاقدة لرؤية واضحة تؤهلها للمساهمة في أنتاج فكر حقيقي , يعزز المشهد السياسي , ويقويه بالقدر الذي يدفع الحكومة الى الاجتهاد أكثر مخافة أن تقلب عليها الطاولة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة ,أو هناك مظاهر أخرى للتعثر السياسي في الداخل العراقي بالإضافة  الى (الأنانية السياسية) التي تسود الساسة في الوسط السياسي .
أن أزمتنا الحقيقية في لحظتنا تلك أننا لا ندري الى اين تتجه بلادنا , ما يزيدك حزناً وكمداً أن الفشل يلاحقنا كظلنا أينما ذهبنا ,أم نحن نلاحق الفشل اينما ذهب , على أي حال ان الفشل والتعثر السياسي مستمر في حكومتنا الموقرة وفي كل المجالات ,سببت تراجع البلد الى أسوء حالاته لأنه كما يعلم الجميع أن حكومتنا الحالية هي حكومة أشبه بالنظام البيروقراطي , نعم مازالت الحكومة تفتقر الى الخبرة  وعدم القدرة السياسية تنتقل من أخفاق الى أخفاق , وعلية فأن القضايا التي ينبغي أن تكون محور تفكيرنا اليوم كثيرة جداً تكادٌ تحتل جميعها مرتبة الاولوية , فالحكومة فشلت في كل شيء ولأشيء يبشر بالخير , والمنظومة الامنية فاشلة  هشة, والمنظومة الاستقرارية ( كالبيت الذي بُني على الرمال ) لا أساس له يزول من اضعف الرياح العاتية .
أن الازمة في العراق هي ازمة سياسية بحتة بعيدة عن الثوابت الوطنية والاسس السياسية التي تؤمن المشاركة الفعالة في صناعة القرار التي تؤكد حضارية الشعب العراقي وقدرته , وان معالجة الازمة السياسية بحلول أمنية لا يمكن لة وضع حد لحالة الاستنزاف التي تعاني منها البلاد على كافة الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والامنية ,لأن قضية الوحدة والثوابت الوطنية ووحدة النسيج الاجتماعي ,هي القضية الأهم التي تناضل وتعمل الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني للحفاظ عليها ,وذلك انطلاقا من الايمان بأن الشعب العراقي بكل أنتمائتة الطائفية والمذهبية والعرقية يرفض الاستبداد والتسلط والاختلاف (لأن الساحة التي يكثر فيها الاختلاف, تكثر فيها ألأفكار,قد تتراكم للتتحول لمعارك ومشاحنات قد تترجم وتصبح مشاريع ومبادرات )