24 أبريل، 2024 2:25 م
Search
Close this search box.

التعايش السلمي ..في العراق .. الحلقة المفقودة

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقد استشهد الأمام الحسين في كربلاء ليعلن عن بعثه ووجوده ، إلى جميع الأجيال في كل العصور ليعلمنا حقيقة كونية ، من أراد أن يعرف كيف يحيا جيدا فعليه أن يعرف كيف يعامل الناس جيدا وان كلفه ذلك حياته ، بل وحتى الأنبياء ادم و إبراهيم و يوسف وموسى وعيسى ونبينا محمد عليهم السلام جميعا ، كان جوهر رسالاتهم تعامل مع الناس من اجل الإصلاح لتحقيق وحدة مجتمع نتيجتها التعايش السلمي ، فالحياة فن جميل للتعايش مع بعضنا كونه أساس من أسس الحياة .
فالتعايش السلمي بدء يتناقص تدريجيا إلى أن وصل إلى مستوى خطير في العراق ، نتيجة ما حصل وما يحصل على الرغم من وجود بعض السياسيين الذين يعتبروا رجال دولة حقيقيين ، حيث يؤكدون على التعايش السلمي ومنهم الدكتور ( أياد علاوي ) الذي يعتبر التعايش والسلم الأهلي أساس في تعامله مع كل أطياف الشعب العراقي وينظر لهم بعين ومسافة واحدة ، على الرغم من محاولات البعض الفاشلة لحسابه على جهة دون أخرى فهو ضد مبدأ التخندق الطائفي ، ألا أن خطابه السياسي و تعامله الإنساني وأيمانه بوحدة المجتمع العراقي التي دائما ما يختصرها بمصطلح ( التعايش السلمي ) لجميع العراقيين ، هي صفته الأساسية وهي سر نجاحه ، في جمع اغلب الأطراف السياسية .

أذن لنفهم فن التعامل مع الناس ! وحتى على صعيدنا الشخصي فمثلا ، الابتعاد عن الناس فترة يكشف أشخاص رائعين ويكشف لنا أشخاص خابت الآمال فيهم على الرغم من عملهم معا ، حيث يظهروا لك الاحترام وهم يحاولوا التقليل من منك أو من عملك على الرغم من مسيرة حياتهم الطويلة التي لم تفيدهم بشي ، فعليك النظر إلى الإمام وعدم الاهتمام بهم ، لا يغير بمسيرة حياتك شي ، فليكونوا مثل الحفرة التي يجب عليك ردمها قبل قفزها .

فقد يكون اقرب الناس أليك أبعدهم ، ويكون أبعدهم عنك أقربهم أذن ( القرب بالشعور لا بالحضور ) فبعضهم تعيش معه عمر لا تذكر منه لحظة ، والبعض تعيش معه لحظة تذكرها طول العمر ، لان الذي يحتل القلوب المواقف وليس الزمان ، فعراقنا اليوم يفتقر إلى تلك الصفات مما جعل التعايش السلمي شي صعب المنال ، فلاحظ أزمة ( المركز مع الإقليم ) لم ترى النور بل زادت سوء يوم بعد يوم ، والأزمة الأمنية التي تلقي بضلالها على عدة محافظات التي انتهت بدمار تلك المدن ، بل وصل الحال إلى المؤسسة الواحدة التي يكثر فيها المنافسات الغير مشروعة وكثرة المؤامرات ، كل تلك الأمور حلها الوحيد ( التعايش السلمي ) الذي كان يسود هذا البلد ، وتقع على الحكومة مسؤولية كبيرة ومن ثم تقع على كل فرد وطني مخلص لبلده ، أن يرفع من قلبه الحقد والكراهية والخوف من الأخر وذلك للحفاظ على مصالح ضيقة .

ليسود العدل والمساواة والمحبة واحترام الأخر ، فكما قال الأمام علي عليه السلام (الإنسان أما أخا لك في الدين أو نظيرا لك في الخلق ) ، فتلك المسؤولية تقع على الجميع ليزدهر بلدنا العزيز، فلا حياة لكل من يعيش على المعمورة بدون جوهرها وهو ؟
( التعايش السلمي )

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب