7 أبريل، 2024 8:54 ص
Search
Close this search box.

التعاطي السلبي للأحداث من قبل الإعلام

Facebook
Twitter
LinkedIn

مما لا شك فيه أن للاعلام دورا كبيرا في توجيه حالة الفرد السيكولوجية وخصوصا ما يتعلق بحياته اليومية وما يتعلق بالقضايا الخلافية السياسية منها والإجتماعية. فيستطيع الإعلام ان يجعل المواطن رافضا لحالة ما أو قبولها، ففي خبر ليوم الجمعة ٧/ ١٢/ ٢٠١٨ نقلت قناة العراقية الرسمية خبرا مفاده : [ عزم الحكومة برفع معظم السيطرات الأمنية في العاصمة بغداد، التي طالما سببت إزعاجا ومضايقة للمواطن ] وفي قراءة بسيطة لهذا الخبر والذي تعدّه (العراقية) خبرا مفرحا تزفه للشارع البغدادي بالجزء الاول منه، لكنها أخفقت في قراءة الصورة الإيجابية في الجزء الاخير من الخبر ذاته ! وكان بإمكانهم تسليط الضوء على الحالة الإيجابية لهذه السيطرات في إفشال مخططات العدو الداعشي بعدما كان يزهق أرواح الأبرياء بالجملة من دون اكتراث لأي وازع انساني أو ديني او أخلاقي، وكان لهذه السيطرات الأمنية دورا كبيرا في الحفاظ على حياة المواطنين التي تصفها قناة (العراقية) أنها مصدر إزعاج ومضايقة ! نعم ، هو ذا شعور المواطن البسيط وانزعاجه من وجودها لكن لو قارن بين وجود السيطرات وإصابته بضرر جراء التفجيرات الإرهابية – لا سمح الله – لعلم مدى أهمية تلك السيطرات وهنا يبرز دور الإعلام الإيجابي لتوضيح دور المفارز الأمنية التي طالما سببت بتأخير المواطن عن وصوله لهدفه عدة دقائق لكنها ساهمت بالحفاظ على سلامته ودرء الخطر عن أرواح الأبرياء الذين يستهدفهم الإرهاب . وكان بإمكان(العراقية) وجميع الإعلام ان يكون إيجابيا بالتعاطي مع نقل الخبر الذي يلامس روح المواطن ومشاعره ويظهر دور الحكومة الجاد برفع السيطرات التي طالما حفظت دماء المواطنين والإشارة إلى جهود رجال الأمن الذين سهروا الليالي وتحملوا الظروف الجوية القاسية وهم يؤدون واجبهم الأمني من أجل حماية المواطنين وممتلكاتهم . وعلى هذا الأساس فلابد أن يكون العاملون في الإعلام على دراية تامة في مضمون الخبر صياغة ومضمونا وأثره النفسي على المتلقي والذي بدوره يرسم صورة سيئة مخالفة لما كان الاعلام يصبو إلى تحقيقه، وذلك من خلال اختيار الأشخاص الأكفاء للعمل في مجال الإعلام.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب