منذ ايام والناس في البصرة والعمارة تغلي ليس من حرارة الطقس التي ضربت البلاد وانما لان النزاهة اصدرت امرا بالقاء القبض على شخص من عشيرة البزون وهذا الشخص ينتمي الى احد الاحزاب الموجودة في الساحة وهو الحزب الحاكم ومن الطبيعي ان يحصل اعتراض من قبل البعض من الناس على مثل هذه الامور لكن متى يحق لنا الاعتراض على القانون ؟
قبل الجواب عن هذا نقول: نحن في كل يوم نتمنى ان يسقط احد المسؤولين في يد القضاء العراقي فيكون عبرة لكل فاسد ولم نفكر ان المسؤول التي نتمنى سقوطه يمكن ان يكون من ابناء عشيرتنا وتذكرت بهذه المناسبة رواية وقعت مع احد الائمة عندما وقع احد الظالمين في يد السلطة فدخل يوما على الحاكم وكان الامام المعصوم موجودا عند الحاكم وكان الحاكم مستعدا لمعاقبة الظالم اكراما للامام لكن الامام طلب العفو عنه لانه قد تنازل عن حقه فراى الظالم كيف ان الامام يتحدث الى الحاكم وكل ظنه ان الامام يريد ان يشدد عليه العقوبة فقال بصوت عال يسمعه الامام والحاكم وطلب من الحاكم عدم الاخذ بما قاله الامام للحاكم فعرف الحاكم مقدار سوء سريرة هذا المتهم فقال له نعم لن اسمع ما قاله لي فحكم عليه بالموت.
ونحن كنا نتمنى ان نرى فاسدا بين يدي رجال القضاء والان نريد من القضاء الا يسمع صوت القضاء وان يسمع صوت العشيرة والاقرباء وفي هذا نسمع قصة لطيفة ومضحكة ذلك ان عددا من الهاربين من الجيش كانوا يشاركون في تشابيه الامام الحسين ع وكان منهم شخص يمثل دور الشمر واخر يمثل دور الامام الحسين ومن المفروض ان يمثل الشمر الممثل ما قام به الشمر اللعين فيقوم بالجلوس على صدر الامام الممثل ثم قطع راسه بعد ضربه بالسيف .
وكان هناك نسوة بالقرب من المكان فلما راينا المنظر لم يستطعن التحمل فنادن على شرطي قريب بصوت عال وهن يبكين : يا (ابو اسماعيل ) الشمر هذا هارب .
وتوجه الشرطي لالقاء القبض عليه، فتوقف الشمر عن اكمال دوره ونادى ايضا بصوت عال (ليس انا هارب فقط حتى الحسين هارب) ويقصد صاحبه الذي يمثل دور الامام الحسين ع وهو يعتقد انه اذا وشى بصاحبه سينجو من العقوبة
وهنا نقول للعشيرة ولكل العشائر اذا ثبت ان ابنكم فاسد فهل ينفعكم ان تتكلموا عن بقية ابناء العشائر فهل اذا ثبت ان الجميع فاسدون سيخرج ابنكم؟ كلا سيذهب الى السجن مع زميله كما ذهب الهارب الاول (الذي يمثل دور الشمر) مع الهارب الثاني (الذي يمثل دور الحسين ع).
وياليت هذا الشعب يفهم ان كل ابناء البلد لهم عشائر والعشيرة تحمي الانسان من الظلم وهذا هو دور العشيرة الاول والاخير فانها جناحك الذي به تطير فاذا صارت العشيرة جناحا حزبيا فهي لا تحمي المظلوم بل تحمي الظالم وهذا الامر لا يخص عشيرة دون اخرى فالكل عليه ان يفهم ان العراق اهم من كل عشيرة وان العدالة اهم من كل عشيرة والتعصب للمظلوم من ابناء عشيرتك يحميه من الظلم لكن عندما فاسدا لانه من ابناء عشيرتك فهذا يعني انك ملحد وتريد ان تسود سياسة الغاب في بلد نخر الفاسدون فيه كل المفاصل، ونحن نتمنى ان تنهار كل مفاصل مجلس محافظة البصرة عى رؤوس اسيادها ان كانوا فاسدين من المحافظ الى اصغر مستفيد من هذه البؤرة النتنة التي عاثت في الارض فسادا
وليعلم الجميع ان الانتخابات قادمة وهذه فرصة حتى نفهم من يخون الامانة فنترك مساندته ومن خلال هذه الاحداث نميز بين من يفكر في العدالة لكل العراقيين وبين من يفكر في عشيرته وان كانوا فاسدين.
والمشكلة ان القضاة عليهم ان يعملوا بواجبهم في مجتمع يريد ان يقدم ابن العشيرة على جميع الناس فاذا تعرض القاضي في هذه القضية فالمتهم معروف وقد توجه التهمة لي فانا من ابناء العشيرة وهذه ليست المرة الاولى الذي تنتفض فيها العشيرة بشكل غير صحيح لكنها المرة الاولى التي تنتفض فيها عشيرة كانت مظلومة في زمن النظام السابق واليوم تريد ان تكتب تاريخا جديدا وهو تاريخ ظلم ومحاربة للعدالة من اجل ابنها الذي لا زال متهما لحد الان فماذا سنفعل اذا حكم عليه بالسجن هل علينا ان ندمر دار العدالة في البصرة ونخرج المتهم لان العدالة اذا لم تكن للبزوني فهي لن تكون لغيره؟
فليذهب جميع الفاسدين الى الجحيم ومن كل ابناء البلد فان الفاسد لا عشيرة له .
وليتنا متنا قبل ان نرى هذا التاريخ الاسود