23 ديسمبر، 2024 2:52 ص

التظاهر ظاهرة اجتماعية في ظل الأنظمة الديمقراطية وهي حق من حقوق الإنسان في التعبير عن رأيه بحرية في إطار النظام الديمقراطي وهذا الحق مكفول في الدستور العراقي حسب المادة (38) لسنة 2005 فالشعب العراقي لم يشهد تظاهرة حقيقية معبرة عن حقيقة مطالبه طوال سنوات ما قبل التغيير أي في ظل النظام السابق والذي كانت ميزته الأساسية قمع ومنع أصوات الشعب العراقي والذي حرم المواطن من ممارسة كامل حقوقه السياسية وغير السياسية ومنها ممارسة حق التظاهر والتعبير عن مطالبه المشروعة والتي كان يصعب عليه حتى التفكير بالتظاهر وما كان يعرفه و ما يواجهه مسبقا من قمع وتغييب عن الحياة وفي الوقت نفسه كان يتم أخراج الشعب بمسيرات تأييد النظام دون رغبة الشعب واليوم وبعد سقوط النظام السابق وما جرى من تغيير في العراق بعد عام 2003 انفتاح الشعب على أفاق التغيير والذي شمل جميع مناحي الحياة السياسية وغير السياسية في العراق وتلمس واقع الحرية والحياة الديمقراطية التي توفر حرية الرأي وحرية التعبير وحرية المعتقد وحرية التظاهر بعدما كان محروما من ممارستها طوال سنوات حكم الحزب الواحد والفكر الواحد والصحيفة الواحدة والإذاعة الواحدة والثقافة الواحدة فأخذ يلج في أفاق التعدد من إذاعات وصحف وأحزاب وآراء متعددة تعبر عن ذاتيتها وثقافات مختلفة تؤمن بالحياة الديمقراطية لذلك فأن النظام السياسي في العراق لايمنع هذا الحق حق التظاهر والاحتجاج السلمي بطريقة حضارية مبنية على الفهم الكامل لثقافة التظاهر والتي هي دليل الوعي الكامل للمتظاهر أي أن كلما كان المتظاهر يمتلك ثقافة سياسية واعية كلما قلت الأخطاء وانتفت في ساحة التظاهر وما حدث من أخطاء كبيرة في تظاهرات ثورة مصر من سرقة البنوك والتعرض لسرقة المتاحف وحرق البنايات الحكومية والتي هي ملك للمال العام أصبح من الأهمية وضرورة ملحة لنشر وترسيخ ثقافة ومفاهيم حقيقة التظاهر والعمل على توعية كاملة للمواطنين بكل هذه المفاهيم الثقافية من ان يخرج

للمطالبة بكل حقوقه الأساسية والمشروعة دون خوف ودون تردد ودون رهبة من احد وهذه المطالبة حق مكفول دستوريا .

أن ثقافة التظاهر هي ممارسة الحرية بوعي كامل دون المماس بحرية الآخرين وان نشر ثقافة حقوق الإنسان ستقودنا إلى نشر ثقافة التظاهر أي أن المتظاهر إنسان له حق ورجل الأمن إنسان له حق وظيفته حماية المتظاهر وعدم الاعتداء عليه هو دليل وعي المتظاهر ورجل الأمن بهذا الحق . وهدف التظاهرات هو إيصال رسالة بصورة سلمية وبطريقة حضارية للحكومة بان هناك مطالب ومشاكل وأزمات كأزمة السكن وأزمة البطالة وأزمة الفقر والحاجة والارتفاع بمستوى المعيشي للمواطن وكذلك القيام بالقضاء على مشكلة الفساد المستشري في دوائر الدولة والقيام ببناء نظام تعليمي قائم على إتاحة الفرصة للجميع وكل هذه المطالب والحقوق مشروعة من حق المواطن أن يطالب بها وهي دليل ثقافته السياسية . أن ما أردنا قوله أن غياب ثقافة التظاهر الحقيقية عبر فترات طويلة من الزمن قد تؤدي بالمتظاهر الوقوع بأخطاء كثيرة وذلك لقلة الثقافة وغياب الوعي وعدم الاستفادة من تجارب أخطاء التظاهرات التي حدثت في مصر وكذلك معرفة المتظاهر ماله وما عليه وواجبه تجاه بلده وان يحمي ثروة بلده من ممتلكات عامة وغير عامة أثناء التظاهر وكذلك اختيار الشعارات الواقعية التي تعبر عن المطالب للازمات التي يعاني منها .أن التظاهرات المنظمة بطريقة سلمية و بطريقة حضارية هي دليل الوعي الكامل والحقيقي للمواطن العراقي بعيدا عن العنف الذي حاول البعض تحقيقه.