20 ديسمبر، 2024 6:58 ص

التظاهرات يجب أن تكنس المشروع الإيراني مع الفاسدين

التظاهرات يجب أن تكنس المشروع الإيراني مع الفاسدين

يقول إبن رشد ( إن التجارة بالأديان هي التجارة الرابحة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل ، وإذا أردت أن تتحكم في جاهل فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني ) وهذه هي السياسة المتبعة في بلداننا عن عمد وقصد ، فكل ما يراد أن يمرر على المجتمع يتم تغليفه بغلاف الدين والقداسة ، ولإكمال المسرحية فإن الأمر الآخر هو إستبدال الخالق بصنم يتقبله المجتمع ولن يكون ذلك بإستخدام أصنام المشركين التي كانت من حجارة أو خشب ، بل يتم بصناعة أصنام من نوع آخر من لحم ودم ولتسرق الأوطان والثروات والقيم والدين والله نهاراً جهاراً ولا من معترض لأنه سوف يحارب ويقتل بإسم الآلهة ويشارك الناس المساكين برجمه ، هذا ما يعيشه العراق فحتى إنتخاب الفاسدين مشرعن بإسم الدين من أجل حماية المذهب وإستمرار الشعائر الحسينية وكأن المذهب لا يحميه و لا يحمل لوائه إلا السراق وكأن شعائر الحسين وثورته وإصلاحاته لا يتبناها إلا الفاسدون ، فقد تم المتاجرة بكل القيم الصالحة من أجل إستمرار الطاغوت وكهنة المعبد ، وفي حالة وعي من الجماهير العراقية خرجت واضعة النقاط على الحروف مشخصة هذا الداء العضال صارخة بدون خوف أو مجاملة للباطل ورموزه وكهنته ( بإسم الدين باكونه الحرامية ) ، وهذه اليقظة من السبات لدى الجماهير لو إستمرت بزخم أكبر وبوعي لحماية التظاهرات من سراق الثورات لغيرت الواقع العراقي في لحظات تأريخية نفتقدها منذ زمن طويل عندما سيطر الكهنة على عقول الناس وقيدوها في سلاسل الجهل ، وقد أشار المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني إلى هذا المعنى عندما خاطب المتظاهرين قائلاً ( اِنَّ اِفشالَ المخطَّط التخريبي في تحويل البلاد إلى شريعة الغابِ الأكثرِ توحُّشا وفَتْكاً بالعباد والبلاد هو إنجازٌ عظيمٌ ورائعٌ لكن لا يصح التوقف عنده بل لابد من إدامة الزخم والمثابرة في العمل ، فأنتم تصنعون التأريخ للعراق وأنتم تحقّقون المعجزة لو أصررتم وثبتّم . ) وإذ يدعونا المرجع الصرخي إلى إدامة الزخم فإنه في نفس الوقت يوضح لنا الأهداف التي يجب أن تكون نصب أعيننا ولا نحيد عنها والتي بينها في مشروع خلاص ومنها تشكيل حكومة إنقاذ وطني بقوله (3 ـ حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد الى أن تصل بالبلاد الى التحرير التام وبرّ الأمان .
4ـ يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن فإنّهم إن كانوا منتفعين فاسدين فلا يصحّ تكليفهم وتسليم مصير العباد والبلاد بأيديهم وإن كانوا جهّالاً قاصرين فنشكرهم على جهودهم ومساعيهم ولا يصحّ تكليفهم لجهلهم وقصورهم ، هذا لسدّ كل أبواب الحسد والصراع والنزاع والتدخّلات الخارجية والحرب والإقتتال . )
ولكن لنتيقن جميعاً أن كل حكومة تشكل لن تستطيع إنتشال الشعب العراقي من محنه ما دامت إيران تتدخل في شؤون العراق لأن ذلك يتعارض تماماً مع مشروعها التوسعي الرامي لفرض السيطرة على كامل التراب العراقي وأن تكون بغداد هي عاصمة إيران ، ولهذا يجب إخراج إيران من اللعبة ليعود العراق إلى أهله ويتنفس العراقيون الصعداء .
https://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=415439

أحدث المقالات

أحدث المقالات