23 ديسمبر، 2024 1:02 ص

التظاهرات وخطواتها القادمة والاهم

التظاهرات وخطواتها القادمة والاهم

بعد هذا المخاض العسير والظروف الصعبة التي يمر بها البلد اصبح لزاما تثبيت قواعد عامة راسخة كي ننشئ جيلا قادرا على النهوض في المستقبل ليواكب باقي شعوب العالم في التقدم وبناء اسس رصينة للسنوات القادمة، ومستقبل نعمل مجتمعين على بناء لبناته الأولى من خلال ثقافة سياسية واجتماعية لمرحلة قادمة.

وبما اننا نمر في حركة تصحيح أصبح من الواضح أن هناك ترابطا بين وجود القانون الصالح والقيادة الصالحة، اذ لا يمكن وجود أحدهما بدون وجود الآخر، فوجود القانون الصالح بلا قيادة صالحة سيجعله مجرد نصوص نخبوية لا تجد طريقها الى التنفيذ، و وجود قيادة صالحة بدون وجود القانون الصالح سيجعلها قيادة متقلبة لا تعرف طريقها وسرعان ما تنحرف عن الهدف الذي من اجله تقود المجتمع، بل وتقع في فخ تكرار تجارب سلطوية فاشلة، وهذا لا يأتي هبة من السماء وإنما من صنع الوعي والنضج المجتمعي

لذلك فالمطلوب من الشعب بصورة عامة والمتظاهرين بشكل خاص هو تنظيم صفوفهم وتقديم نخب من جميع المحافظات، نخب لديها القدرة على ادارة البلد والتفاوض، وبرنامج عمل يعملون على إعداده تمهيدا للذهاب لانتخابات مبكرة؛ وهذه النخب بما فيها من كفاءات و اساتذة وشيوخ ورجال دين ورجال اعمال ومن جميع الفئات العمرية والطبقات والقوميات والمذاهب, يجب ان تكون مستقلة لكي تتصدر المشهد ويمنحها الشعب صوته ليشكلوا العدد الاكبر في البرلمان القادم ومنهم يخرج رئيس الوزراء وكابينته وبهذا تشكل دولة دستورية باغلبية ، بالمقابل تكون الاحزاب بمقاعدها المحدودة قوه هامشية لا تستطيع الوقوف بوجه اي مشروع تقدم عليه الحكومة الجديدة لخدمة الشعب كما يجب ان تبنى علاقات جيدة مع جميع الدول الاقليمية والعالمية بشخصية عراقية تضع مصلحة البلد اولا وليس عدائية او موالية لدولة دون اخرى او لفئة من الشعب بذريعة انتمائها او معتقدها، كي تكسب جميع توجهات الشعب.
لماذا نطلب هذا من المتظاهرين وذلك لأنهم بدأوا خطوة تصحيح للبلد ومثل هكذا خطوة لا يمكن ان تنجح دون اطر دستورية وقانونية وشرعية يستطيعون من خلالها ان ينتزعوا القيادة من الطبقة الحالية، وحتى لا تضيع هذا الاحتجاجات والدماء التي سقطت مع تقادم الزمن او عبر صناديق الاقتراع، وذلك لان الاحزاب هي الاخرى لن تبقى صامتة وانما سترتدي ثوبا جديدا وتعهدات جديدة ووجوها جديدة لتخدع الشعب من خلال التاثير عليه بمخاوف العقيدة والمؤمرات وغيرها، كما ان الشعب يبقى له اليد الطولى في متابعة عمل الحكومة القادمة التي انتخبها، عبر الاحتجاج على نقاط الخلل في حال وجدت مع اي حكومة قادمة