21 ديسمبر، 2024 6:08 م

التظاهرات .. والتوقيت الخطأ .!

التظاهرات .. والتوقيت الخطأ .!

لا يبتدئ خطّ الشروعِ هنا بموجة تظاهرات عام 2018 التي تكبّدت بنحو 600 شهيدٍ واعدادٍ كبرى من الجرحى بزمن القائد عادل عبد المهدي ! , ولا نتطرّق هنا بما اعقبَ تلك التظاهراتِ بتظاهراتٍ اخرياتٍ في عموم ارجاء واروقة العراق .

نشير فقط الى الحركات الإحتجاجية المتعددة والمتنوعة الأهداف في الآونة والى غاية الآن , والتي تتراوح بين مطالبات بالتعيين وتأمين سبل المعيشة , وبين رفع الحيف من بعض الحكومات المحلية او إقالة محافظٍ ما , الى ما هو اكثر من ذلك بكثير , وجميعها حقٌّ دستوريٌ لا يمكن المساس به ” رغمَ ما مَسّهُ من مسّ ! ” .

وهنا , ومع ضرورة الأخذ بنظر الإعتبار الى ما تعرّضت له كافة التظاهرات في السنتين الماضيتين وما قبلها , من عمليات قمعٍ وخطفٍ واغتيالٍ لبعض الناشطين , والتي كانت تنسبها السلطات الرسمية الى جهاتٍ مجهولة او طرفٍ ثالثٍ وما الى ذلك ايضاً .! , وهي في العموم تعود الى بعض المجاميع والفصائل , لكنّه < وهنا يكمن بيت القصيد > , وإذ أنّ ايّ حركةٍ احتجاجيةٍ حاليةٍ تعتبر محسوبة بالضد على رئيس الوزراء الكاظمي بشكلٍ مباشرٍ او غير مباشر , وحيثُ أنّ غالبية احزاب الأسلام السياسي < تحدُّ اسنانها ولا نقول انيابها > ضدّ الكاظمي يوماً بعد آخرٍ وخصوصاً قُبيل الإنتخابات المقبلة , فكيف للسادة المتظاهرين ان يصطفّوا مع تلكم الأحزاب والمجاميع والفصائل في خندقٍ واحد .!؟ , إنّهُ تساؤلٌ ينبثق في خانة التكتيك – والستراتيجية معاً وفق مفاهيم ونظريات العلوم السياسية وسواها , وبصيغةٍ تجريديةٍ لا تدافع عن اية جهةٍ سوى عن المتظاهرين فقط لا غير .