23 ديسمبر، 2024 11:25 ص

التظاهرات صرخة الحسين: ألا من ناصر ينصر العراق…

التظاهرات صرخة الحسين: ألا من ناصر ينصر العراق…

كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء، عبارة جُمِعَت فيها حقيقة الصراع بين الخير والشر، والإصلاح والفساد، والعدل والظلم، بين الحرية والاستعباد، وهو صراع أزلي مستمر إلى أن ينتصر الخير، ومن هنا اكتسبت ثورة الحسين استمراريتها وديمومتها، فأينما وُجِد الشر والفساد لابد من  حسين الخير والإصلاح والثورة، فكل يوم وكل ارض يَحكم فيه الظلم والقمع والتطرف والتمييز، وتُسْلَب فيه الحقوق، وتُنْتَهك  فيه الكرامات، وتُذْبَح الحريات…، فذلك اليوم هو امتداد لعاشوراء، وتلك الأرض صورة لكربلاء،
 وهنا لابد من حسين يثور على الظلم والفساد، يتمثل بركب السائرين على خط الحسين خط التضحية والفداء من اجل الإنسانية والإصلاح والعدل والحرية والسلم والسلام، لكي تكتمل فصول ملحمة كربلاء، وتفرض استمراريتها، لأنها المعين الذي لا ينضب، والنبراس الذي لا ينطفئ….
من هنا استلهم المتظاهرون الأبرار في العراق الجريح  معاني الثورة،  فأعلنوا رفضهم للظلم والفساد والجور الذي حلَّ بأرض الحضارات والمقدسات، من خلال انتفاضتهم البيضاء، وهي اليوم تتزامن مع أيام عاشوراء الدم والشهادة والثورة والإباء، فلعلَّ أفضل إحياء للشعائر الحسينية، هو أن تتحول الدموع إلى حُمَم بركانية تحرق عروش الفساد والمفسدين، والسير إلى كربلاء هو سير نحو سوح التظاهر لأنها  هي كربلاء،
 نعم أفضل عزاء للحسين وأروع مصاديق الاقتداء به هو أن تتحول الشعائر الحسينية إلى زلزال  يطيح بزمر الفساد والمفسدين، وهذا ما يدفع المتظاهرين الشرفاء ويزيد من عزيمتهم نحو مواصلة المسير وزيادة الزخم، ويدعو الآخرين إلى الالتحاق بركبهم لأنه امتداد لركب حسين الإصلاح ورفض الفساد، وهو شعاره وهدفه الذي بذل وجوده من اجله، وهي ذات الدعوة التي وجهها الناشط والمتظاهر الصرخي في بيانه الموسوم: ” من الحكم الديني(اللا ديني)..الى..الحكم المَدَني” حيث قال فيه:
 ((9ـ اعزائي فَخَري العالمُ كلُّه ينظرُ اليكم وينتظرُ انجازاتِكم وانتصاراتِكم فلا يهمّكم نباحُ النابحين الذين يصِفونَكم بأوصافٍ هم أوْلى بها ، ونأمل من الشعب العراقي أن يهب بكل فئاته لمؤازرة أبنائه المتظاهرين كما نطلب من الشعوب العربية والاعلام الحر النزيه المؤازرة والنصرة .)).
فالحسين اليوم في ميدان التظاهر يصرخ ويستغيث ألا من ناصر ينصر العراق وشعب العراق وتاريخ وحضارة العراق، فكل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء…