مصيبتنا في العراق مصيبة كبيرة ٠٠ مصيبنا اننا شعب يمتلك مشاعر انسانية نبيلة ٠٠ مشاعر حسن النية بالاخرين ٠٠ مشاعر فاقت مشاعر شعوب العالم ٠٠ نبتسم مع المبتسمين ونبكي ونحزن مع البكائين ٠٠ لاحدود لمشاعرنا ننحني للسلطان الجائر ونهتف تمجيدا وتعظيما لاصحاب السيادة والمعالي والجلالة والسمو ٠٠ نحن شعب نمتلك القدرة لصناعة الدكتاتور ٠٠ نهتف بحماس للقوي المتجبر الذي يخنق ارادتنا ٠٠ نمجد جبروته وطغيانه ونخلق منه دكتاتورا ٠٠ ونتمرد عليه ٠٠ وتمردنا لايرتقي في الانسانية لاي تمرد في العالم ٠٠ لم يسلم من بطشنا وهمجيتنا كل الملوك والرؤساء الذين تولوا السلطة في العراق قتلنا الاسرة الملكية والمتنفذين في الحكومة ومثلنا بجثثهم مثلما قتلنا الزعيم عبد الكريم قاسم من بعدهم رغم نزاهته وعفته ٠٠ نحن شعب غريب الاطوار متعدد الادوار ٠٠ بتنا في غفلة ” ثوار بلا حدود ” افتونا برب الكعبة متى نكون صادقين مع انفسنا ٠٠ متى نكون صادقين ليحترمنا الاخرون٠٠ بالامس القريب خرجنا في تظاهرات فكنا قوة جارفة لبسط مطاليبنا فرفعنا بطاقات صفراء وحمراء بوجه الطبقة السياسية ٠٠ وقد كانت التظاهرات عفوية غير مسيسة تطالب بالاصلاح من داخل خندق السلطة وهي رسالة تحذير وليست رسالة تصغير او تكبير ٠٠ قالت الجماهير الغاضبة ان اهمال مطاليبها سيحول التظاهرة الى بركان جماهيري ينسف العملية السياسية برنتها ٠٠ ونعيد ونكرر لاصحاب السلطة والمتنفذين تحذيراتنا بمعالجة غضبة الجماهير بتروي وعقلانية لتفويت الفرصة من امام المتصيدين بالماء العكر للاستفادة من انتفاضة الجماهير لتحقيق المكاسب مثلما حدث خلال انتفاضة الشعب المصري عندما سرق التيار الاسلامي المتشدد الانتفاضة واستولى على السلطة مستخدما اسلوب المخادعة والتظليل ٠٠ وفي ضوء ذلك المطلوب من رئيس الوزراء حيدر العبادي استثمار موقف المرجعية الدينية فيما يخص مشروعية مطالب المتظاهرين والعمل على كشف ملفات الفاسدين وتقديمهم للعدالة واصلاح النظام الاداري والمالي والضرب بيد من حديد لاجبار اصحاب السيادة والمعالي لتنفيذ كل مايمكن تنفيذه من اصلاحات ٠٠ لنؤكد ان جماهير اليوم ليست جماهير الامس فعجلة التاريخ او عجلة الجماهير غالبا ماتكون عجلة متسارعة تسير وفق معطيات العصر تستمد قوتها من قوة المباديء التي تؤمن بها وهذه المباديء تحتم عليها مواجهة الواقع بثورة شعبية قد تتطور لاحقا لتكون ثورة عارمة عندها ستأخذ مديات اخرى هي في كل الاحوال ليست لصالح الجميع
فالتظاهرات هي في كل الاحوال مظهر من مظاهر جماعات الضغط التي تسعى الى الاصلاح من داخل الخندق وقد تتجاوز ذلك لتتحول الى بركان جماهيري ينسف العملية السياسية برمتها ٠٠ فالخوف كل الخوف من تحرك الحراك السلمي الى صراع دموي ٠٠ عندها سيكون الكل خاسر والرابح الوحيد هم اعداء العراق ٠٠ ونقول ونكرر قولنا ان الله هو الحافظ وان ارادة الجماهير فوق ارادة اصحاب المصالح عبيد الكراسي من الذين تركوا الشعب يقاسي والى ربه يواسي وكان الله في عون المتقين