19 ديسمبر، 2024 12:45 ص

التظاهرات .. خداع .. وقتل الحلم الوطني

التظاهرات .. خداع .. وقتل الحلم الوطني

خداع الناس وسيله متوارثة اعتاد عليها السياسيون ووعاظهم في نهجهم, مستغلين غياب الوعي وجهل الناس في توجيههم إلى ما لايخدم مصالحهم ويصون حقوقهم ,بل إلى ما يبدد الأحلام والأهداف وصرف الأنظار عن الأهداف الرئيسية والحقوق الاساسيه للحياة والعيش.
حيث أن هناك أولويات للحقوق تتميز في فصل ماهو أهم ,وما يتطلب الركون إليه واعتباره هدفا مصيريا ًيكفل الحقوق ويصون الكرامة…وان تختزل الحقوق العراقية العامة بمطلب إلغاء الرواتب التقاعدية امرأ مؤسفا يرسم الخيبة واليأس في النفوس الوطنية الحالمه بالحرية والأهداف السامية وكأنه بمثابة تزكيه للسلطة وإعفائها من كل الإخفاقات والفشل الذي تسبب نتيجة الأداء الفاشل طوال أكثر من عقد من الزمن ومناصرة لبقائها في منحها فرص تجنبها كشف مسيرتها الخاطئة التي انبنت على صنع الأزمات والدماء اليومية المهدورة نتيجة الفشل المستمر ….
إن ما تظاهر من اجله العراقيون لايساوي سرقات ومخرجات يوم واحد لمسئولين فاسدين اغتنموا العراق وتقاسموه بأبشع الوسائل والطرق اللصوصيه المشينة وان يكون أمر في غاية الغرابة إن يحتج مئات الآلاف من العراقيين على ما يجمع مقدار مليار ونصف دولار مقابل سبعون مليار تصرف لمؤسسات الأمن دون أن تقدم هذه المؤسسات ابسط وسائل الأمن وأكثر من 55مليار لوزارة الكهرباء دون أن نشعر بتغيير في واقع الكهرباء وما يقارب 20مليار في مخازن ألتجاره المنسية التي تكتشف بالمصادفة ,ونرى أكداس المواد الغذائية بمليارات الدولارات محجور بين جدران هذه المستودعات
 فتكت بها القوارض وعشعشت على قممها طيور السماء دون إن نشعر هناك محاسبه أو ردع لحالات التقصير ناهيك عن سلسلة العذابات اليومية والمعانات  التي يعيشها الناس في شوارع العراق نتيجة الفوضى الامنيه والنظام المرتبك ضحيتهُ الوقوف ساعات تحت حرارة الصيف وشمسه الحارقة دون أن يكون هناك أي جدوى سوى المظاهر الكاذبة للحمايه والتفتيش..نستنتج من كل هذا بان هناك فراغ سلطه ربما يعتبر المطالب الواطئة مخرج سياسي لتغطية الفشل المستمر وهذا ما ظهر أخيرا بتصريحات السيد المالكي وإمكانية دراسة الموضوع وربما يفضي إلى إصدار قرار ينص على تقليل الرواتب ومعاودة استرجاعها من باب السرقات والنهب مرة اخرى
وغلق ما هو أهم, بما هوا دنى واقل, وهذه معادله تسهم في قتل الحقوق والتفاف بطريقه يقودها سماسرة السياسة

ومن هنا نخلص إلى أن الحقوق الاساسيه للعراقيين هي دمائهم التي باتت نهرا جاريا لم  تشمله حملات الجفاف والتصحر ودونها يعد في دوائر الريبه والتدبير السياسي لإخفاء سوءة الحكومة وجرائمها وان الحكومة التي لاتحفظ الدماء ليس بوسعها ان تحفظ المال, واقل مايطالب به العراقيون اليوم هو أمنهم وكرامتهم وكشف الأدوار التأمريه على الشعب وهدر دمائهم بين مسلسلات الخيانة والتقصير وكشف ومحاسبة من خانوا الأمانة الوطنية  في اكبر عملية تهريب لعتاة المجرمين وساوموا على دماء الأبرياء دون أي محاسبه اوعقاب,
واليوم تعود بيَ الذاكرة إلى قصة قرية النصرفي محافظة ذي قار في بداية السبعينات بعد أن شهدها أهلها وروادها وكان هناك زياره لهذه القرية من قبل الرئيس الراحل احمد حسن البكر بعد أن اجتمع أعيانها و(منسقيها)وتواصوا بان تكون مطالبهم مطالب وافره تعين هذه القرية الخاوية على واقعها وبعد إتمام الزيارة لم يتورعوا أبنائها بعد أن أخذهم الحماس والعزم بان يهتفوا (مطلب جماهير النصر …..سيمات للطبكه تجر)ولم يتمكن البكر من حل رموز هذا الهتاف,التفت إلى احد الأعيان من (المنسقين )طالبا توضيح لما يرومون هولاء الهاتفين وان يفسر له هذا المطلب
فاخبره بأن هناك طبكه تقطعت حبالها الجارة لها وهي وسيلة نقل لعبور النهر  يطالبون أهلها بإعادة هذه الحبال السيميه لواقعها من اجل معاودة رحلاتها (الكلكيه)بين صوبي النهر ,,,,سخر البكر من بساطة المطلب وقال (يابه هاي سهله) وهذا عكس بساطة الوعي  والقبول بأدنى الحقوق والمطالب ……ويبدو( للقضية جذور)