9 أبريل، 2024 12:29 م
Search
Close this search box.

التظاهرات بين الثوابت ومتغيرات الحكومة ؟!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا نريد الحديث عن تاريخ المرجعية الدينية او دورها الريادي في حل المشاكل التي كان يتعرض لها العراق سابقاً وحالياً ، ولكننا نتحدث عن مواقف اتخذتها المرجعية منذ سقوط النظام ولحد اليوم ، وهي تسعى جاهدة الى ايجاد الوحدة بين ابناء الشعب الواحد ، والعمل على توحيد الرؤى والمواقف السياسية لانقاذ ما يمكن انقاذه من بلد حطمته جيوش الاستكبار العالمي ، وجعلته يعود باجياله الى حقبة غابره ، الامر الذي جعل المواقف السياسية للجيل السياسي الذي تسلم زمام السلطة في البلاد يعيد ترتيب افكاره امام المطالب المشروعة للمرجعية الدينية ، ومحاولة النيل منها في اكثر من مرة وعلى لسان ابواقها واصواتها النشاز .

احزاب مابعد سقوط الديكتاتورية ، لم تتعاطى بشكل جدي مع مطالب الجمهور والمرجعية الدينية العليا ، والتي كان المعول عليها ستكون المنقذة لهذا الشعب ، واعادة بناء المجتمع العراقي ، ولكن وبعد مرور اكثر من خمسة عشر عاماً على تسلم الاحزاب للسلطة لم نرى اي تقدماً في بناء الدولة ، او وضع اسس سليمة في بناء الدولة .

المرجعية الدينية ومن على منبر الجمعة نادت وتنادي بالاصلاح والتغيير واطلقت الكثير من الرسائل ولكن دون جدوى ولا سامع لها ، حتى وصل بها الحال الى ان تمتنع عن القاء الخطبة السياسية ، واعلنت المرجعية الدينية ابوابها بوجهه سياسي العراق الجدد ، الذين لم يدخروا جهداً لنصب العداء للمرجعية واعلان موقفهم الرافض لاي اجراء تقوم به في عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي للبلاد .

الخطاب الاخير للمرجعية ومن على منبر الجمعة في الصحن الحسيني المطهر كلن واضحاً ، وكان رسالة واضحة في ضرورة اعلان الحرب على الفساد او سيكون هناك موقف اخر ، وان موقفها سيكون مبنياً على الاجراء الذي ستتخذة الحكومة أنذاك ، الى جانب ضرورة كشف ملفات الفساد الخطيرة في الدولة العراقية ، وعلى طول فترة الحكومات المتعاقبة على حكم البلاد ، والكشف عن الحسابات الختامية للموازانات السابقة والاعلان عنها بصورة شفافة .

بالتاكيد ستبقى الاصوات الخبيثة الداعية الى عدم تدخل المرجعية الدينية في الشأن السياسي ، وان تكتفي بالدعوة الى الانتخابات وترك الباقي للذئاب والافاعي والثعالب وهي تنقض على مصالح البلاد والعباد وهذا الامر ليس سهلاً ، فهناك دوائر في الداخل والخارج تعمل على ابعاد المرجعية الدينية والحوزة العلمية في النجف الاشرف من ممارسة دورها الابوي والمحافظ على مصالح المسلمين في البلاد ، لتبقى عرضة للنهش والسرقة من سياسيه ، وان الذين يدعون الى عدم تدخل المرجعية الدينية والحوزة العلمية في الشأن السياسي ، لديهم الخوف والرعب من استثمار الثقل الديني في انجاح العملية السياسية ، كون المرجعية الدينية تمتلك هذا الثقل والامتداد الاجتماعي ، لذلك يطرح هولاء السياسين فكرة لا تدخل للمرجعية في الشأن السياسي حتى تبقى الساحة فارغة امامهم ، وهم بذلك يريدون ان تبقى امة كامله امام مرمى السهام والغزو الثقافي والاتجاهات العلمانية ، اي بمعنى اخر هو بقاء هذه الامة بدون حامي لهدفها ومصالحها ، لذلك فان عمل ووظيفة المرجعية الدينية الى جانب دورها القيادي الديني هو حماية المصلحة العليا للبلاد والعباد كافة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب