23 ديسمبر، 2024 12:25 ص

التظاهرات المنددة بمجزرة المعمداني والعراق

التظاهرات المنددة بمجزرة المعمداني والعراق

ان اسرائيل وكعادتها في الحروب او المواجهات تستخدم اقصى حالات العنف في قصفها للمدنيين ومنها الان في عملية طوفان الاقصى حيث استهدفت العمارات السكنية والبيوت والمجمعات وفي الايام الاخيرة استهدفت مدارس ومستشفيات ومنها مجزرة مستشفى المعمداني الذي تاسس عام 1904 بحيث قتلت الجميع الذين كانوا فيه ومعظمهم اطفال.
والغريب بالموضوع انها تلقي باللوم او الفعل على غيرها مدعية ان حركة حماس هي من قامت بذلك الفعل ومن خلفها يطبل الاعلام الغربي ويصمت الاعلام العربي، حتى ان الرئيس الامريكي في زيارته الداعمة لاسرائيل يقول اني مع الرواية التي تقول ان الطرف الاخر هو من قام بجريمة مجزرة مستشفى المعمداني.
بالمقابل ان المواطن العربي والاسلامي له راي اخر مختلف عن حكوماته العميلة للغرب والخائفة من اسرائيل، فخرجت مظاهرات غاضبة كبيرة وكثيرة في مختلف الدول العربية والاسلامية والجاليات ، بل كل انسان يتحلى بالانسانية خرج من اجل التنديد بهذه الجريمة التي تعتبر جرائم ابادة جماعية وجريمة حرب ايضا.
وخرجت المظاهرات في الاردن ولبنان وتونس والجزائر وغيرهم من الدول ففي الاردن ذهب المتظاهرون للسفارة الاسرائيلية مطالبين باخراجهم ومحاولين الدخول لها وكذلك في تركيا اما في الدول التي لا تملك سفارة اسرائيلية فذهب المتظاهرون الى السفارة الامريكية كمتظاهري لبنان.
في العراق كانت المظاهرات بسيطة وعند نصب الحربية لعدد لا يتجاوز المئة شخص، لان التظاهرات في العراق عادة ما تكون موجهه من حزب، كتظاهرات الصدريين في الجمعة السابقة التي كانت باعداد جدا كبيرة وملئت المنطقة، لكن لم يخرجوا ايضا بعد المجزرة لانهم لا يخرجون الا بامر من زعيمهم.
اما الاطار فهم ايضا كبقية الاحزاب لديهم جمهور ولا يخرج بصورة عفوية الا بامر زعاماته، التي دعت الى تظاهره لليوم الاخر ولكن لم نر لها اثر او عدد لانهم عادة ما تكون مظاهراتهم يتم الاعداد لها لايام وتجهز لهم السيارات والغذاء وربما حتى مصرف جيب لهم ، بالتالي كانت بسيطة.
والغريب بالموضوع ان تظاهرات الاطار كانت بالتحرير وذهبت للسفارة لمدة دقائق ولم تستمر، ولم نرى ما حدث من مظاهرات في الدول المطبعة والتي لديها سفارات اسرائيلية متظاهرات الاردن، ولم يحاولوا اقتحامها كمتظاهري لبنان رغم ان التظاهره هي من جمهور الاطار فقط الذي يمثل احزاب مقاومة وكانت تقصف السفارة يوميا.
لم نشاهدهم حاولوا اقتحامها او قاموا بنصب خيم اماها او الاعتصام ببابها لانها السبب في استمرار الحرب وتمادي امريكا بل ان الصاروخ الذي ضرب المستشفى هو صاروخ امريكي.
لو فرضنا ان الحكومة الحالية هي برئاسة الكاظمي، ربما حاول المتظاهرون اقتحام السفارة كما فعلوا سابقا عند قصف الامريكان لنقطة تابعة للحشد والتي شارك في التظاهر قادة الاطار كلهم، او نشاهد ان السفارة يتم امطارها بالصواريخ، وان الامدادات اللوجستية العسكرية تتعرض لعبوات ناسفة على الطريق الدولي بين بغداد والبصرة.
الاطار الان ومكوناته من احزاب مقاومة ليس كما كان قبل فالان يتصرف بطريقة براغماتية حتى ان ابرز قادة الاطار قال بوجوب اعطاء فرصة لهذه الحكومة بعدم التعرض للامريكان، ولذلك كان تصرفهم هو لابعاد الغضب اللامريكي عنهم وعن حكومتهم وان استهدافهم سابقا للسفارة هو لتقويض حكومة الكاظمي فقط لا لاغراض عقائدية او وطنية.
وهنالك ايضا نقطة يتناقض فيها احزاب الاطار مع نفسة، فتارة يقول انه سيشارك في العمليات العسكرية في فلسطين ومن جانب اخر يخشى زعل الامريكان بتظاهرة امام السفارة ولو كانت خجولة، اعتقد ان الاطار يتصرف بشكل طبيعي وهو البراغماتية لان السياسة تتطلب البراغماتية وتقديم المصلحة على الاحداث الخارجية والتي يتم تصويرها بانها جزء من العقيدة.