تتصاعد الكثير من الاصوات التي تحذّر من خطورة التطور التكنولوجي على الوظائف في المستقبل وان الملايين سوف يفقدون وظائفهم.
ويقومون بنشر قوائم بالوظائف التي سوف تنتفي الحاجة لها مستقبلاً.
انا اسأل : متى توقف التقدم التكنولوجي في العالم المتقدم ؟ومتى توقف اختفاء الوظائف ؟
التطور لديهم يجري على اساس يومي،
والمختبرات ومراكز البحث والتطوير تعمل دون كلل لتقديم ماهو جديد.
لكنهم مع ذلك يتكيفون بالتدريب والدراسة لمسايرة حاجات سوق العمل الجديدة.
نحن الذين لايحصل لدينا تطوّر تكنولوجي لاننا متشبثون بكل ماهو قديم ومتخلف وليس لدينا اي بحث او تطوير.
وحتى عندما نستورد التكنولوجيا المتطورة من الخارج باموال الريع النفطي فاننا لانستطيع التعامل معها لان مؤسسات التدريب والتعليم لدينا لاتنتمي الى هذا العصر.
الآن ، امريكا وبريطانيا فيها شحة في الايدي العاملة مع كل التطور التكنولوجي الحاصل لديهما ..
بعض النشاطات قلّصت اعمالها لانها لاتجد عمالاً !
ويقال ان المانيا عندما استقبلت مليون لاجيء سوري ، فأنما يعود ذلك لمواجهة نقص الايدي العاملة المتوقع مستقبلاً..
الصين سمحت بالانجاب لاكثر من طفل واحد للعائلة بسبب توقع نقص الايدي العاملة مستقبلاً !! وهي الصين صاحبة اكبر عدد للسكان وصاحبة اسرع تطور تكنولوجي !!
السر هو في ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي التي توفّر وظائف جديدة.
واقصد وظائف حقيقة يحتاجها الاقتصاد وليست كتلك التي تقدمها الحكومة في العراق عندما تعيّن الآلاف في قطاع عام متضخّم جداً..
اكثر عمليات التعيين تلك ظرافةً هي التي قام بها مسؤول عراقي كبير عندما جلس على الرصيف مع المطالبين بوظائف حكومية ،واعلن عن تعيين المئات !!
عندما الغى الكومبيوتر العديد من الوظائف ، وفّر في نفس الوقت وظائف جديدة !! كان المطلوب فقط التكيّف من حيث المهارات المطلوبة ، وظهرت وظائف مبرمجين ومُصلّحين وصانعين للكومبيوتر.
البعض ينشر معلومات ” مرعبة” عن ضياع واختفاء الوظائف خلال السنوات القادمة..
من الضروري الاطلاع على اكثر القطاعات التي توفّر الوظائف ، انها قطاعات الخدمات والتي لايستطيع الرجال الآليون او الآلات تعويض البشر فيها..
ينشر أحدهم فيديو لمقهى تجريبي يقوم فيه روبوت بتقديم الطعام ، ويصيح سوف تختفي وظيفة خدمة المطاعم ويحل الروبوت محل الانسان!!
متجاهلاً ان ذلك عمل تجريبي لإظهار الامكانات التقنية فقط !!
اخيراً ، في نظري ، لاداعي للخوف من التقدم التكنولوجي وأثره على الوظائف في العراق، لانه سوف لن يصل الينا حتى بعد مئة سنة بموجب الوضع الحالي والسياسات العلمية والاقتصادية المتبعة التي تدفعنا بقوة شديدة الى الوراء..