التطور مصطلح يخضع للكثير من الشد والجذب بين علماء الاجتماع فيما بينهم وعلماء الطب والاحياء والفسلجة لأنه يشتمل على الكثير من المظاهر الاجتماعية فضلا عن العلمية , وقد زخرت المكتبات العلمية والفلسفية والاجتماعية بالعديد من الكتب والبحوث والدراسات والنظريات التي تبحث في التطور ومراحله وضرورياته واسبابه ونتائجه وفي كل النواحي , احاول في مقالتي المتواضعة هذه تسليط الاضواء على نوع اخر من التطور لم اسمع ان احداً سبقني الى طرح موضوعاته على طاولة النقاش المستطيلة كانت او المستديرة , وعلى ذكر الطاولة المستديرة وليس بعيداً عن الموضوع فقد اقترحت على صديقي ان يتقدم بدراسة تحت عنوان التطورات الخطيره في معاني الطاولة المستديره الذي يتناسب مع اسمه كاظم ابو جيره , وقد ضمنت له الحصول على شهادة الماجستير كتلك التي حصل عليها الدكتور هاشم العقابي في دراسة حول فكر القائد الضرورة , الموضوع الذي اطرحه وادعو السادة المفكرين الى اغناء بحثه للوصول الى دراسة علمية شاملة ربما لخلايا الدماغ او الخلايا الجذعية وتطورها بمجرد الوصول الى كرسي المسؤولية , الموضوع هو التطور الحاصل في درجة الاحساس لدى السادة المسؤولين ولا اقصد هنا الاحساس الذاتي على الاطلاق لأن هذه الصفة والعياذ بالله تضمر غدتها الصنوبرية بمجرد الجلوس على الكرسي لتصبح ميتة كأن لم يغنوا فيها , ولكني اقصد الاحساس المؤدي الى الاستجابة لأستيعاب المؤثرات الخارجية واهمها كلام الشعب او توبيخه واهاناته لهم فضلا عما تنشره الوسائل الاعلامية عنهم وعن فضائحهم سواء كانت عن ماضيهم او حاضرهم , لذا فأنهم يتصرفون وكأن الامر لايعنيهم اطلاقا بل يذهبون لمعاكسته في الاتجاه حتى بدون وجود فيصل القاسم او جاسم العزاوي , فبعد ان كانت الاشارة تكفي لتحفيز الاستجابة الايجابية لدى الناس القدامى وكما يقال بأن اللبيب بالاشارة يفهم , تطور هذا الامر ليدخل في مجال الحركة بدل الاشارة فقد اصبح البعض يحتاج الى ( ندسه ) او كما يقول البغداديون ( دغَّه ) , وكما هو معروف فأن للأجسام قابلية تكوين خلايا دفاعية او افراز مواد مضادة لبعض التأثيرات الخارجية فقد تطور الامر لديهم واصبحوا لا يفهمون لا من الاشارة ولا من الندسة لذا تطور الامر ليظهر مصطلح وخزة الدبوس , تلك العملية التي جعلتهم يطورون جلودهم ليصبحوا من اصحاب الجلود الثخينة والتي لا تتحسس لوخزات الابر والدبابيس مما استوجب استخدام مصطلح المسمار الذي تطور وفقا لزيادة أحجامه المختلفة حتى وصل القول في المثل هذا بسمار ابو اثنعش انج !! , اما اليوم فعلى ما يبدو ان سيارات الدفع الرباعي والمصفحة في بعض الاحيان والحمايات وكل انواع ( القله بالغ ) اصبحت سببا او مظهراً من مظاهر الافرازات التي انتجتها اجسامهم فلم يعودوا يتحسسوا لا بالمسامير ولا حتى بالمداس ابو النعلجه , لذا فأننا نجد البعض منهم قد فقد الاحساس بالكامل ولم يعد يهتم بما يقوله الشارع عنه بل راح يتمادى اكثر واكثر فبدل الاعتذار للمجتمع راح يقيم الدعاوى بحجة التشهير في محاولةٍ منه لدرء التهم ولا ادري ماذا يقصد بالتشهير هل هو بنيّة بيت ويخاف على سمعته مثلا ؟ أم ان تاريخه مليء بمواقف الشرف والجهاد والنضال من اجل المجتمع وجاء البعض ليتهمه بأنه كان شرطي أمنٍ صدامي الاصل والمنبت ؟ , ارى اننا بحاجة الى دراسة طولية او عرضية لمعرفة اسباب انحسار الاحساس الذاتي لدى السادة المسؤولين لعل ذلك يساعد العلماء في ايجاد العلاج الناجع لهم ولو كان مدفوع الثمن من خزينة الدولة .