23 ديسمبر، 2024 12:50 ص

التطرف في العراق

التطرف في العراق

ذكرنا سابقاً تحديدأ في مقال ( العراق والملحمة الكبرى ) ان العراق بحاجة الى ملحمة فكرية شاملة تنبذ التطرف والعنف والارهاب واليوم نريد ان نقف عند التطرف في العراق اسبابه ونتائجه وكيفية العلاج بدايةً التطرّف هو تعبير يستعمل لوصف أفكار أو أعمال ينظر إليها من قبل مطلقي هذا التعبير بأنها غير مبرّرة. من ناحية الأفكار، يستعمل هذا التعبير لوصم الأيديولوجية السياسية التي تعتبر بعيدة عن التوجه السياسي للمجتمع. من ناحية الأعمال، يستعمل هذا التعبير في أغلب الأحيان لوصم المنهجيات العنيفة المستعملة في محاولة تغير سياسية أو اجتماعية. وقد يعني التعبير استعمال وسائل غير مقبولة من المجتمع مثل التخريب أو العنف للترويج لجدول أعمال معين ، وفي العراق يوجد تطرف ديني وتطرف اجتماعي وتطرف سياسي ومن اخطر انواع التطرف التي عصفت بالعراق بعد الاحتلال الامريكي هو التطرف الديني المذهبي حيث اصبحت كل فئة تدعي انها هي صاحبة الفضيلة والحق والبقية هم كفار مع الدعوة للعنف ضد الاخر  واستخدام وسائل الترهيب لفرض الرأي ، من مسببات انتشار التطرف في العراق هو ارتباط النظام السياسي بالطائفية والدين فصارت الانظمة السياسية تروج للطائفية وتعتاش عليها وتستخدمها كدعاية انتخابية من اجل كسب الجمهور ،طريقة نظام الحكم في العراق بعد الاحتلال التي اعتمدت على المحاصصة الطائفية والقومية زادت وبشكل كبير من التطرف والطائفية وادت الى انقسام المجتمع ومع فشل هذه الحكومات بتوفير ابسط وسائل الراحة والعيش الرغيد شعر المجتمع وخصوصاً الشباب بالتهميش مما ادى الى انجرافهم وانحيازهم لمنظمات ارهابية متطرفة تمرداً على الحاكمين لكن هناك اجندات دولية ذات اهداف خبيثة دخلت على الخط وانشأت تنظيمات تدعوا الى قتل فئات ومجموعات معينة وبما ان لكل فعل ردة فعل فالفئات الاخرى ايضاً نشطت لديها تنظيمات متطرفة والغريب ان التنظيمات المتطرفة لا تلتقي بمواجهة مباشرة انما يدفع ثمن تمردهم وتطرفهم المغلوب على امرهم من عامة الشعب ، للأسف صار التطرف والانتقاص من الاخر امر عادي فالقنوات الفضائية التي تدعوا الى هذه الامور منتشرة وبشكل كبير مع البعد عن الموضوعية والعقل فهي تطلق الاتهامات بدون دليل علمي واضح سوى مايرصدونه من بعض الشواذ ليحسبونه دليلا  على ضلال فئة معينة ، مانراه من قتل وارهاب وتهجير قسري وسرقة وفساد كله نتيجة للتطرف والجهل المتفشي لدى المجتمع ، واذا مااردنا ان نعالج التطرف في العراق فأهم الاشياء التي يجب ان تحدث هي تغيير طريقة الحكم وفصل الدين عن الدولة وهذا لا يعني ان الاديان سيئة ولكن السئ من يحكم بأسم الدين وهو ابعد مايكون عن الدين من يحكم يجب ان يكون انساناً ذو ظمير قبل ان يدعي التدين ، الحاكم نريد منه خدمات وبناء وسياسة صالحة وقانون لانريد منه صلاة وصيام لان صلاته وصيامه له والله هو من يحاسبه عليها لذالك يجب ان تحكم العراق حكومة تشمل الجميع وتنصف الجميع ولانريد ان نعرف انتمائهم او مذاهبهم او معتقداتهم مايهمنا هو اعمالهم وواجباتهم اتجاه الشعب ، رجال الدين تقع على عاتقهم المسؤولية الكبرى في معالجة التطرف ونبذه لكن مع الاسف الكثير منهم يدعو جهراً الى محاربة الاخر والانتقاص منه والبعض منهم  يخاف الجمهور ويتحدث حسب رغبة الناس يجب ان يكون رجل الدين شجاعاً بطرح الفكر والرأي يطرح رأيه لاصلاح الناس ولايطرح الاراء والمواقف حسب ماتقتظيه الناس ، والمجتمع العراقي مجتمع متدين في الغالب تهمه آراء رجال الدين لذالك وجب عليهم توعية الناس وضرورة وعي بأن الانسان انساناً مهما كان توجهه او اعتقاده  والتعدي على حقوقه مرفوض وبيان النصوص الدينية التي تؤكد على كرامة الانسان وقدسية الحياة الانسانية ، وفي العراق عقدت المئات من مؤتمرات المصالحة الوطنية وصرفت المليارات لكن هذه المؤتمرات كانت شكلية وتقام برعاية المتطرفين انفسهم من الاحزاب الحاكمة او المجموعات المتعدية على القانون لذالك لم تكن لها اي نتائج ، اذا اردنا ان نعالج التطرف يجب علينا احتواء الانسان والاخذ برأيه ومناقشته مهما كان فكل انسان يهمل وتغتصب حقوقه ولايجد من ينصفه تتشكل عنده الدوافع لممارسة وانتهاج التطرف خصوصا ان المجموعات المتطرفه متربصه بالشباب وتحاول اغرائهم بشتى الطرق لكسبهم وتنفيذ ماتبغي اليه من اجندات في النهاية لا يدفع الانسان الى التطرف سوى الاهمال والشعور بالنقص وماله من آثار نفسية تدفعه للتمرد على القانون وانه لمن المؤسف ان نرى شبابا بعمر الورود مستعدين لتفجير انفسهم في الاسواق من اجل مخططات الجماعات الارهابية كيف استطاعت هذه الجماعات ان تحرف افكارهم وتجذبهم واين الدولة من هؤلاء فمن يستعد ان يضحي بحياته اليس بلده اولى به واولى بهذه الروح والانتماء وروح التضحية .ؤ