18 ديسمبر، 2024 7:52 م

التطرف في الإقليم مصيبة جديدة ومحافظ كركوك كارثة ؟

التطرف في الإقليم مصيبة جديدة ومحافظ كركوك كارثة ؟

يظهر ان السيد محافظ كركوك يتصرف وكانه في دولة مجاورة للعراق وليس في محافظة عراقية مرتبطة بالسلطة الاتحادية، غريب عجيب امر الإدارة في كركوك همها الوحيد إزاحة أبناء المنطقة العرب والتركمان والضغط عليهم حتي في مجلس المحافظة، وشردت وابعدت الكثير من ابناء المحافظة خلافا للدستور والقانون، وهي المحافظة الوحيدة في العراق التي لا تلتزم بتعليمات حكومة المركز بل تجاوزت كل حقوق اللياقة الرسمية.
أخيرا استفزت مشاعر العرب والتركمان برفعها علم الإقليم وقرار مجلس الإقليم ومجلس المحافظة بالاستفتاء، وهما يعلمان ان جيش وشعب العراق منشغل يقاتل لتحرير أرضنا ولا يمكن ان نخدش اندفاعه في المعركة في هذا الوقت الصعب المخصص للقضاء على الإرهاب.
أبناء شعبنا يعرفون هذه اللعبة الجديدة للإقليم وكركوك التي تخلو من الحكمة والاندفاع نحو أحلام مريضة باستغلال وضع العراق الحالي واتخاذ إجراءات غير دستورية او قانونية للكسب غير المشروع يحاولن أيضا تغطية خلافات الحزبين اللذان يتحكمان بمصير الإقليم حيث يسعى كل منهما للكسب اكثر من الاخر والهيمنة على مناطق النفط في كركوك والدليل على ذلك ما حدث قبل أيام من قيام البيشمركة باحتلال منابع النفط كل منهما يحاول ان يهمش ما يستطيع من ارض وثروات على حساب العراق الجريح ، ثم يصر الإقليم وادارة كركوك بعدم تنفيذ قرار مجلس النواب الذي قرر عدم جواز رفع علم الإقليم لمخالفته الدستور. ويظهر ان المحافظ يجهل ان القانون يحاسبه لعدم تنفيذ قرارات المجلس الوطني والتمرد عليها تنفيذا لما نص عليه الدستور .
والغريب أيضا ان بعض المتطرفين الكرد في الإقليم مندفعين ومهوسين مطالبين الإسراع بالانفصال عن العراق وصدر عن مجلس الإقليم قرارا بالاستفتاء واخر بعدم تنفيذ قرار المجلس الوطن حول رفع العلم في كركوك ضاربين عرض الحائط الإجراءات الدستورية التي تتطلبها مثل هذه العملية ،ومتناسين ان العراق هو حاضنتهم وهو عمقهم الاستراتيجي، وتجاهلوا النسيج الاجتماعي الذي تمازج بعمق مع أبناء هذا الوطن ، وردا على ذلك أعلنت دول الجوار والدول الاوربية وامريكا رفضها والتمسك بوحدة العراق وعدم تجزئته باستثناء الكيان الصهيوني ،أذن ماهي المصلة للشعب الكردي الذي يصبح محاصرا من كل الجهات ؟بالإضافة الى الخسارة التجارية والمادية للانفصال .
سؤال اذا كانت السلطة في الإقليم لم تستطع تحقيق الاتلاف بين مكونات الشعب الكردي في داخل الإقليم، اذن كيف تستطيع تحقيق الحلم القومي الذي توهم به الشعب الكردي؟ والله سيندمون بعد فوات الأوان وامامهم تجارب فشلت في العديد من البلدان.
كل المواطنين العراقيين يحبون ويحترمون شعبنا الكردي لأنهم جزء مهم من شعبنا وقد دافع شعبنا عن الاكراد في المراحل السلبية دفاعا مريرا قدم فيه التضحيات، ولن ننسى فرح المسيرات الكبيرة في استقبال الزعيم البرزاني والمهاجرين معه عند عودهم من المهجر.
لم نرى او نسمع مع الأسف ان الإقليم ومجلسه اهتم بما يعانيه ابناء العراق او تدخلوا لحل مشاكله رغم مشاركتهم بالمجلس الوطني في بغداد حيث انصبت مطلبهم عن الإقليم فقط اما مشاكل العراق فلا تعنيهم.
الكثير من موطني كركوك يعرفون ان محافظ كركوك شخص متعصب قوميا وكئيب على الدوام، ويسعى لخلق الفتنة بين أطياف أبناء كركوك وبعمله هذا احدث شرخا كبيرا بين مشاعر شعبنا ، نقول تعسا للزمن الاغبر الذي جاء بالعنصريين والطائفيين الذين لا يؤمنون بحقوق الانسان .
المطلوب من الدكتور حيدر العبادي رئيس الحكومة الاتحادية ردا على قرار محافظ كركوك هو اللجوء الى المحكمة الاتحادية العليا وذلك بإقامة دعوى ضد محافظ كركوك لقيامه برفع علم الاقليم في المحافظة خلافا للدستور واستنادا الى المادة 93 من الدستور التي حددت اختصاصات المحكمة الاتحادية العليا واذا اصدرت المحكمة الاتحادية العليا قرارا بعدم دستورية الاجراء الذي قام به محافظ كركوك فان قرارها سيكون ملزما وواجب التطبيق من قبل محافظ كركوك وبخلافه فان بإمكان الحكومة تنفيذ قرار المحكمة الاتحادية العليا جبرا واحالة محافظ كركوك الى القضاء لانتهاكه عمدا لأحكام الدستور وامتناعه عن تنفيذ قرار المحكمة الاتحادية العليا استنادا الى المادة 94 من الدستور التي نصت على (قرارات المحكمة باتة وملزمة للسلطات كافة) واستنادا الى الفقرة الثانية من المادة 329 من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969
وأخيرا نتساءل من السادة قادة أحزاب السنة والشيعة والكيانات الأخرى والمليشيات، هل استفز هذا الاجراء مشاعركم الوطنية وماذا ستفعلون؟ متى تأخذكم الغيرة العراقية وتنقذون شعبنا من هذه الكوارث التي تصنع عمدا للعراق واحدة بعد أخرى – متى ؟