قصة الشجرة أو شجرة التفاح معروفة لدى الكثير وكيف أخرج بها الشيطان آدم (عليه السلام) من الجنة عندما خدع بأكلها حواء، فكانت النتيجة هي العناء والتعب والأحقاد والحسد وكل مكروه إلى أن تكون النهاية هي الموت.
وهذا الهبوط من الجنة والنتائج التي ترتبت عليه كان سببها الشيطان وقد استغل وسائل وطرق ملتوية خدع بها حواء وآدم لتناول ثمار الشجرة الممنوعة عليهم.
ويبدو أن هذه القصة تتكرر كثيراً، وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى ليس لمجرد تسطير حدث تاريخي، بل وأيضاً للعبرة وأخذ الدرس منها.
وأن الشيطان كرر استخدام التفاحة بطريقة أخرى هذه المرة لتدمير الأوطان وتحقيق مراده في تعذيب البشرية لتحقيق وعده أو عهده الذي أخذه على نفسه بصدهم عن الطريق القويم وتنغيص عيشهم.
وقد استخدم التطرف باعتباره وسيلة مهمة لتدمير البشرية والأوطان، إذ مع اعتناق التطرف في الفكر والرأي والسلوك والمواقف فان معتنقيه لا يقبلون الآخر نهائياً سواء في فكره أو سلوكه أو مواقفه، فأما أن يكون الآخر تابعاً لهم معتنقاً أفكارهم سالكاً لطريقهم، وأما أن يكون مصيره الفناء ومغادرة هذه الحياة التي لا يستحقها أحد سواهم حسب عقيدتهم وأفكارهم.
وعلى هذا الفهم فلن يجد الشيطان وسيلة ومركباً أفضل من هذا الاعتقاد في تدمير الحياة والبشرية وتدمير الأوطان بما فيها من مواطنين وأموال بل تدمير الفكر والعقيدة والأديان.
وإذا كان الشيطان يمتلك من الكيد والأعوان ما تمكن به من إشاعة الفكر المتطرف واعتباره دين الله سبحانه وتعالى في عملية سرقة واضحة للدين والإله، فإن تصدي المصلحين والمفكرين لفك هذه الإشكالية التي تشتبه على البعض – وأقصد بها تمثيل التطرف لدين الله القويم – قد وضع الأمور في مواضعها وبين التدليس والسرقة لدين الله وأوضح بصورة جلية إن التطرف لا يمت بصلة لا من قريب ولا من بعيد للدين الإسلامي الذي نزل من الخالق حباً في الإنسان وتقويماً له ليساعده على شق طريقه في العيش.
ونرى في وقتنا الحاضر كيف تصاعدت صيحات الدعوة إلى الفكر المعتدل الوسطي بعد أن تبناه أحد العلماء من دعاة الفكر والعلم، فناقش أصول الفكر المتطرف ومتبنياته وأثبت أنه فكر أسطوري بعيد عن الأديان والإنسانية، وأنه يمثل فكر الشيطان والنفوس المريضة من البشر، وهو يقول بشأن من تبنى التطرف (يقتلون الناس على الشبهة، على التهمة، على افتراء من عندياتهم من باطلهم، يفترون على الناس ويقتلون الناس ويذبحون الناس؛ يذبحون الشيعة والسنة والمسيح والصابئة، يذبحون المسلمين، يذبحون المسيحيين، يذبحون الشرقيين يذبحون الغربيين بادعاءات باطلة ما أنزل الله بها من سلطان!!! أبسط الأمور أوضح الأمور أبده البديهيات لا يفقهها ابن تيمية، يخدع نفسه بها ويقتل الناس، صار منظرًا للقتل والتقتيل والتكفير، صار مفرّخًا للإرهاب وللإجرام ولتنفير الناس من الإسلام ومن القرآن فهذا ما توصل إليه بعقله القاصر المقصر ).