10 أبريل، 2024 11:57 ص
Search
Close this search box.

التطرف الديني الفكري والسياسي في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

أحد الأمراض التي ابتلي بها العراق وكانت سبب فيما وصل اليه من محن وويلات هو التطرف، وهذا الأمر لم يمارسه الاسلاميون فحسب إنما الجميع وبشكل هرمي ، افرز تداعيات كثيرة ، اباحت القتل والسرقة وكل شيء، حتى ذابت وفنيت الأحكام الشرعية من أجل أن يرتفع التطرف، وذلك لأن صاحب كل توجه يرى أحقية توجهه وبطلان باقي التوجهات.
فمثلا الإسلامي المذهبي لم يعد يتورع من القتل والسرقة وتيتيم الاطفال، لان القتل بمخيلته هو دفاعا عن مذهبه ، والسرقة هي لحاجة توجهه المذهبي “الحق” للمال ، ولا يدوم الحق المزمع الذي يعتقد انه من يمثله الا بالمال لهذا لا بأس ان يسرق قوت الناس من أجل “ديمومة هذا الحق”.
اما العلماني الذي ينظر للإسلامي نظرة تخلفية فوقية، فانه فاقد لما يملكه الاسلامي من امتيازات ، اقواها هي القاعدة الجماهيرية المطيعة ، لهذا عمل ودأب على تسقيط الاسلامي من اجل حسر نفوذه الجماهيري واقناع قطاعات جماهيرية اخرى بحسن توجهه وقبح توجه الاسلامي.
لكن هذا الامر لم يأتي الا من منطلق التطرف والتخلي عن اقدس ادبيات العلمانية ، وهي حرية الرأي وحرية التوجه الديني الفكري والعقائدي ، فرغم انه من المفترض يؤمن بهذه القدسية الا انه لا يمنحها للاسلامي . لهذا برر العلماني لنفسه بسرقة المال العام بنفس الطريقة التي مارسها الاسلامي من اجل ادامة قوته في هذا الصراع .
المستغرب بالموضوع ، ان هؤلاء كلهم يشتركون ويتقاسمون الحكم والايرادات المحتملة ، فالاسلامي يعلم مصادر موارد العلماني من الدولة ، والعلماني يعلم مصادر موارد الاسلامي منها … هذا اذا ما استثينا الموارد الخارجية التي يحصل كل منهما عليها .والتطرف بطبيعة الحال لا ينحسر بين هذين التوجهيين ، انما ايضا يمتد الى قلب التوجه الواحد ، فلو اخذنا مثلا التحالف الوطني الذي يمثل الامتداد السياسي للشيعة، لرأينا وجود تطرف كبير بين جميع كتله ، تدفع كل كتلة لتسقيط الاخرى .
وهذا الامر نفسه موجود في داخل اتحاد القوى العراقية الذي يمثل الامتداد السياسي للسنة ، وايضا موجود في معشر من يدعون العلمانية .
وعلى ذكر العلمانية … فانهم ينظرون ويروجون لفكرة فصل الدين عن السياسية ، وكأن السياسة اختصاص هم اصحابه ومحرمة على لاسلاميين ، وكأنهم ولدوا من بطون امهاتهم يمارسون السياسية… وهذا وجه اخر من اوجه التطرف.
ملاحظة : هذه الكلمات لا تستهدف اي طرف ان كان اسلاميا او علمانيا

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب