قبل بضعة ايام تسابقت وكالات الانباء العراقية ثم الاقليمية فالدولية وكل القنوات التلفازية في نقل خبر ثورة الدكتور حيدر العبادي للاطاحة بالكثير من القيادات العسكرية( التي اطلق عليها الكثير من العراقيين جزافا الثورة على الفساد بالمؤسسة العسكرية)، باعفاء البعض واحالة الاخر الى التقاعد وتنصيب القسم الثالث في مواقع جديدة
ولاننا كعراقيين نحب التطبيل والتزميز والتهليل والرقص طربا ، فقد تطايرات الاشاعات تترا، المحللين الاستراتيجيين، الصحفيين اعضاء مجلس النواب ، الجميع تسابقوا وتدافعوا ليظهروا انفسهم بانهم اعرف من غيرهم بما يجري وانهم الاقرب لدائرة القرار ممثلة بالسيد القائد العام الدكتور حيدر العبادي. والجميع صرخ بتخليص الجيش من الفاسدين( وانا اشهد ان من بين هؤلاء الضباط يمتازون بالنبل والنزاهة فلماذا هذا التعميم؟)
ولكن رغم كل ذلك لم تظهر وعلى مدئ ايام ولا وثيقة رسمية واحدة لا من وزارة الدفاع ولا من مكتب رئيس الوزراء تقطع دابر الاشاعات.
نعم هناك تغيرات حدثت وهي حقيقية عرفناها باستلام بعض كبار الضباط لمناصبهم ، ثم ظهرت قائمة واحدة ،ولكن اشارت الى عشرة اسماء ولا واحد منهم يشغل منصب حاليا فالقائمة تبدأ بالفريق الركن حسن سلمان خليفة ( الطالب والمعلم الذي اعتز به)، وهذا الضابط تم اعفاؤه من منصبه كقائد لعمليات بغداد منذ اكثر من ١٨ شهرا وهكذا الضباط التسعة الاخرين
ثم ظهرت بعد ذلك قوائم عديدة تحمل اسماء كثيرة واغلب هؤلاء ليست لديهم مناصب من شهور وبعضهم من سنين.
لكن الغريب جدا انه في هذه الحملة ظهر لنا( مصطلح جديد) لم يعرفه الجيش العراقي منذ تاسيسه عام ١٩٢١، هذا المصطلح ورد في كل القوائم التي وقعها السيد وزير الدفاع الدكتور خالد العبيدي، انه مصطلح ( اعفاء) في كل اسم مثلا( اعفاء الفريق الركن عدنان جواد المفتش العام ونقله الى دائرة المحاربين)، بالله عليكم اخوتي ضباط الجيش واخوتي في الدائرة القانونية في وزارة الدفاع هل اشار قانون الخدمة والتقاعد العسكري العراقي الى هذا المصطلح( إعفاء) ؟؟ لكن يبدو انه استخدم اما لتطييب الخواطر او عدم ازعال جهة معينة!
نعرف ينقل فلان الى المنصب الفلاني
يحال الضباط المذكورين ادناه على التقاعد
ينقل الضباط ادناه الى دائرة المحاربين
الملاحظة الاخرى ان الفريق اول ابو بكر الزيباري كان اول اسم في الاحالة على التقاعد، ولكن بعد ٣ ايام من ( فترة التطبيل والتهليل والتأييد والارتياح) ظهر السيد ابو بكر ليقول للجميع( انا لازلت رئيسا للاركان ولن اتنحى)، وهذا ما اكده بديله المفترض الفريق الركن خورشيد رشيد والذي اقتنع وجلس في منصبه
ما اريد ان اقوله، نحن شعب نضع انفسنا فيما لا يعنينا، شعب يركض وراء الاشاعات، شعب كله سياسيين وكله محلليين وكله اقتصاديين، لكنه شعب ينسى او يتناسى ما حل به ويحل به،
ما قيمة خبر تبديل الضباط؟ والله لاشئ؛ وهل يعلم المطبلون كم رئيس اركان امريكي وبريطاني تغيير في فترة العشر سنوات مالت رئيس اركان الجيش العراقي؟انا اقول لكم كل سنتين يتم تبديل رئيس الاركان وكبار وصغار الضباط، إلا في العراق فالذين تم تبديلهم تراوحت فتراتهم بين ٨- ١٠ سنوات ومع هذا تحدث هذه الضجة
لكن اعذروني ايها الاخوة لانني سرحت ونسيت نفسي اني في العراق ، ولم انتبه الى ان المناصب في العراق العسكرية والمدنية ( طابو صرف) لا يجوز تغييرها، واذا انتهت بالوفاة لا قدر الله فيجب ان تنتقل الى الوريث ( الابن او الاخ)