18 ديسمبر، 2024 7:14 م

(( التطبيع )) جدل في العراق بعد دعوات لإقامة

(( التطبيع )) جدل في العراق بعد دعوات لإقامة

علاقات .. مع إسرائيل أثناء مؤتمر في إقليم كردستان !؟!
تصدر موضوع تطبيع العلاقات مع إسرائيل اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي من جديد ، خاصة في العراق ، إذ جاء ذلك بعد مؤتمر عُقد في أربيل ، دعت فيه شخصيات عراقية وشيوخ عشائر إلى التطبيع بين العراق وإسرائيل ؟فيما اطلق عليه مؤتمر السلام والاسترداد برعاية مركز اتصالات السلام وبحضور نخبة من الساسة والمفكرين في العراق والشرق الأوسط , أن الاجتماع الأخير الذي عُقد للترويج لهذا المفهوم لايمثّل أهالي وسكان المدن العراقية كافة ، بل يمثّل مواقف من شارك بها فقط ، فضلاً عن كونه محاولة لتأجيج الوضع العام واستهداف السلم الاهلي وفي ما وصفته القناة 12 الاسرائيلية بأنه حدث لا سابق له في العراق ، دعا البعض من زعماء بارزون من السنة علناً إلى السلام مع إسرائيل , يعرف الجميع أنّ الحركة الصهيونية والكيان الصهيوني ارتكب جرائم لا تحصى بحق العرب والمسلمين واليهود، بلغت درجة الجرائم ضد الإنسانيةوالمعضلة التي ينتفض الأحرار ضدها هي الجهود التي تبذلها الصهيونية وتطلب من العرب والمسلمين القبول بتلك الجرائم وأن يتم التعامل معها وكأنّها لم ترتكب أيّ جريمة، وهو ما يسمى ( التطبيع ) فالتطبيع مع الكيان الصهيوني ، هو بناء علاقات رسمية وغير رسمية ، سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية واستخباراتية مع الكيان الصهيوني ، والتطبيع هو تسليم للكيان الصهيوني بحقه في الأرض العربية بفلسطين ، وبحقه في بناء المستوطنات وحقه في تهجير الفلسطينيين وحقه في تدمير القرى والمدن العربية، وهكذا يكون التطبيع هو الاستسلام والرضا بأبشع مراتب المذلة والهوان والتنازل عن الكرامة وعن الحقوق .. حينما يتقلص الفكر إلى درجة الصفر المطلق ويصبح ( المواطن العراقي ) ألعوبة أو دمية بيد من يتصورون أنفسهم كباراً , فأن مدن ( االعراق اليوم ) تتحول إلى مسرحية يحترق فيها المواطن والمتفرجون جميعاً وفي ظل الأوضاع الغريبة والشاذة التي ظهرت على مسرح الساسة العراقي لم يبق للعراقيين من ملاذ امن ، أو أمل يتعلقون به كلما أطبقت العتمة أعينهم ، غير حبل الذكريات ، ذكريات الأمس ، الزاخر بالحرية والمحبة والألفة والاستقرار ، ألا أن هذا التعلق الحالم يسلمنا إلي الواقع المر الذي يعيشه أبناء هذا الشعب العظيم في مثل هذه الأيام حلمٌ قديم وأمنيات كانت ضرباً من الخيال تحققت للقادة السياسيين في العراق اليوم ، بعد دخول القوات الأمريكية ومن تحالف معها ارض الرافدين وفي مدن العراق الآن ، أن ما تحقق لهؤلاء في العراق ما كان ليتحقق لولا التضحيات الجسام العظيمة التي قدموها من خلال الدعم الكبير لقوات الاحتلال من اجل تدمير وخراب بلدهم ، هذا ما أكده الكثير من هؤلاء , صحيح ومن هذه التضحيات الشهداء الّذين سقطوا في أحداث عام ( 2003 ) حين طلب هؤلاء القادة الميامين من القيادة الأمريكية ومن تحالف معها بإسناد ودعمٍ جويٍ وبريٍ وبحريٍ وفضائيٍ وماليٍ ونفسيٍ وإعلامي أمريكي تام !
وبالفعل زحفت الدبابات الأمريكية إلى عاصمة السلام والأمان (بغداد) لتسقط بيد المحتلين وقادتنا الجدد وأنقذت العملاء من القتل أو الأسر .. وغالباً ما يشعر المنتصرون والفاشلون بالنشوة والغرور، لكنهم ينسون او يتناسون أن لهم خصوماً هُزموا ، قُتل بعضهم وشُرد البعض الآخر واعتقل وسجن الكثير منهم، لكنها أيام ما يلبث أن يظهر لهم من هؤلاء عدوٌ جديد بل أعداء وأبناء أعداء وأحفاد أعداء .. والقادة الجدد في العراق اظهروا للعالم بعد عام 2003 أنهم انتصروا أو هكذا يبدو على الأقل ، في العام نفسه وأصروا على حلها وإلغائها لأنها كانت على صلة بل واشتركت في عمليات دخول القوات العالمية المشتركة الغازية سيئة الذكر .. اليوم الذي انتصر فيه القادة الجدد وأدخلهم في قمة الانتشاء والهوس أنساهم أن أعداء ينتظرون بفارغ الصبر أياما أخر ، واليوم الساسة العراقيون في أزمة حادة وخانقة من اجل المناصب الجديدة والبحث عن أزمات جديدة .. وارض بلاد الرافدين ارضٌ حرام تملؤها الألغام والأسلاك الشائكة بين العراقي الأصيل وحكايات العملاء المقرفة المملة .. البعض من السياسيون الجدد قد يقتنعون بما سيمنحهم الأمريكيون من هبات أو يؤجلون ربما ما ينوون على القيام به نحن اليوم لا ننصح بل نذكر لان لا احد يصدق بالصحافيين ، العراقيين قبل أقزام المحتل لا يفرطون ولا يستغنون عن مدن العراق كونها مدن عراقية 100% بالمئة تضم أطياف شعبها الخالد ..

وما يحلم به القادة الجدد من إنشاء دولة عراقية قشرية هزيلة لا تنتمي إلى الشعب العراق الصابر العظيم فأبشرهم بأنه سيتحقق لهم لكن بعد يوم القيامة وعودة سفينة نوح إلى الظهور ما جناه الساسة الجدد منذ 2003 وحتى الآن لا يتعدي استغلال الفرص أو ما يسمي بالعراقي( الوَليَة ) العراقيون اليوم نصفهم يتضور حزنا والنصف الآخر يتضور لجوءاً بينما يتسابق السياسيون إلى عقد الاتفاقات مع دول الظاهر والباطن غير شرعية تابعة لدول الجوار .. اكرر نحن لا ننصح بل نذكر .. بأن الأمريكيين سينسحبون خائبين مهزومين كي لا يبقي لهم آي اثرٍ في العراق من زاخو إلى الفاو ومن القائم إلى ألمنذرية ، ويطير معهم سقف الحماية الكاذب للساسة الجدد وإنني أتمنى قبل غيري هذا اليوم وسيشهد العالم هذه الحقيقة وأتمنى أن تدوم تصريحات القادة في العراق ، وإنني اقسم أن شعبنا العظيم لا يريد غير العيش الكريم والأمن والأمان في الوسط والجنوب والشمال .. لا ما يحلم به قادتنا الإبطال من كوابيس ستسقطها وتبددها إرادة العراقيين .. وأخيراً أحب إن اذكر للعراقيين اليوم أن عمل البعض من ساسة العراق أشبه بالحمل الكاذب ولله من وراءه القصد .. لقد كنا حطبا في كل موقعة .. ولا تكونوا لنا حمالة الحطب يا ساسة العراق .. ولله .. الآمر