23 ديسمبر، 2024 5:23 ص

الخطوة التي أقدمت عليها المغرب بانضمامها لحظيرة التطبيع العربية مع دولة الاحتلال والعدوان، هذا الأمر لم يكن مفاجئًا بالنسبة لنا ولكل العارفين بالمعطيات وحقائق الأمور.

فالمغرب هي دولة غير معادية، ومنذ زمن بعيد ترتبط بعلاقات مختلفة مع حكومات اسرائيل المتعاقبة، بما فيها العلاقات الدبلوماسية التي انقطعت على أثر انتفاضة الأقصى.

ووفق مصادر مختلفة أن المغرب لها يد طويلة في دفع الامارات والبحرين إلى توقيع اتفاقات التطبيع مع اسرائيل، وتحاول جاهدة إلى دفع السعودية بهذا الاتجاه.

وفي حقيقة الأمر إن استئناف العلاقات بين المغرب ودولة الاحتلال، مقابل ما قدمته الولايات المتحدة الأمريكية من اعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء العربية، هو تأكيد واضح أن أمريكا تلعب دورًا كبيرًا لصالح الاحتلال ومصلحة نتنياهو وتعزيز وضع نتنياهو المهتز، خصوصًا بعد الشرخ الذي أحدثه ساعر بانسحابه من الليكود، وبأن الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها تحاول فرض وقائع جديدة، كي تضطر إدارة بايدن الجديدة التعامل فيما يتعلق باتفاقات التطبيع بين الدول العربية واسرائيل، وبالتالي دفع الفلسطينيين القبول بصفقة القرن.

والتطبيع بين الدول العربية واسرائيل في حقيقة الامر هو مخالف لمبادرة السلام العربية ولقرارات القمم العربية ولإرادة الشعوب العربية ، التي تخرج للشوارع منددة بهذا التطبيع، الذي يضر بالقضية الفلسطينية، ولا يجلب سوى خيبات الأمل.

ورغم أن اسرائيل وامريكا تريدان وترغبان بان يكون التطبيع شعبيًا وليس رسميًا، إلا أن ذلك لم يتحقق لهم ذلك.

ولمواجهة سياسات التطبيع فلسطينيًا، هناك ضرورة ماسة لتوحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية وإنهاء الانقسام في الشارع السياسي الفلسطيني، وتحقيق المصالحة الفصائلية، وتوطيد الوحدة الوطنية، وتوحيد الموقف الفلسطيني الرافض لكل المشاريع التآمرية التي تستهدف شطب وقبر الحق الفلسطيني المشروع.