10 أبريل، 2024 6:26 ص
Search
Close this search box.

التطبيع، وتخفيض القوات الامريكية

Facebook
Twitter
LinkedIn
الرئيس الامريكي اعلن عن تخفيض عديد القوات الامريكية المتواجدة في العراق، البالغة اكثر من خمسة آلاف، بالإبقاء على ما حدوده؛ 3500. وهذا لا يعني باي حال من الاحوال، مقدمة كما قيل في الاعلان ذاته؛ لسحب بقية القوات في فترة الثلاث سنوات المقبلة، الولايات المتحدة وفي اي قراءة عميقة ومنصفة وواقعية وحيادية، او في المقابل؛ في اي قراءة عراقية وطنية وفي ذات الوقت عميقة في قراءة المشهد السياسي، وتحولاته المستقبلية، سواء في العراق او في جوار العراق او في المنطقة العربية بصورة شاملة، بما يخطط لها والعراق من اهم اركانها، سوف يصل الى نتيجة واضحة ولالبس فيها، ولا غبار عليها؛ ان الولايات المتحدة باقية على ارض العراق الى اجل غير مسمى، الا في حالة مقاومة هذا الوجود من الشعب، والعمل او اجبار ذا الشأن وصانعي القرار والسياسة في العراق على العمل الجدي على اخراج القوات الامريكية من ارض الوطن. هذه القراءة من المفيد بل المهم ان نبين؛ انها لا تتعلق بما تذهب اليه، ايران، في مطالبتها بإخراج القوات الامريكية من عموم منطقة الخليج العربي، ايران لها مصالحها القومية وان ارتدت ثوب المقاومة، وهي جاده وصادقة في هذا اللبوس، لبوس المقاومة. لكن هذا التوجه في السياسة على صعيد الاقليم لا يعني بالضرورة، التضحية بمصالحها القومية حين تكون هذه المصالح، مهددة، تهديدا جديا، كما هو حاصل في الوقت الحاضر. عليه فان ايران وبالذات في الوقت الذي سيأتي بعد الانتخابات الامريكية، سوف تنحني للعاصفة، حين تكون مصالحها القومية في خانق مغلق من الجهات الاربع او ان التهديد يطال اس نظامها كوجود، عندها؛ سوف تنحني للعاصفة، وهي المعروفة بواقعيتها التي تستند على التقية في الاول والاخير؛ حتى تمر العاصفة، عليها بلا خسائر في المصالح او الاخطر في الوجود. وهذا حق شرعي لها كما لأي دولة، ان تأخذ في الاعتبار مصالحها القومية قبل كل شيء، اضافة الى انها اي ايران لاتعاني من قسوة الاحتلال الامريكي، ولا من التدخل الامريكي في سياستها سواء في الاقتصاد او في غيره، لجهة التخطيط والبناء، فهي دولة مستقلة وذات سيادة كاملة وغير منقوصة. بخلاف ما هو حاصل في العراق؛ من جرح عمق الغور في جسم الوطن، بفعل ما تقوم به الولايات المتحدة او ما تسلطه على جسد السيادة؛ من ثقل ضاغط علي سياسته، حيث تتواجد القوات الامريكية على ارضه، وتتدخل من وراء الباب المغلق عليها وعلى من يمثلها، في الحوار المريب؛ لإنتاج القرارات التي تخص الشعب والدولة ومستقبلهما.. عليه فان القوات الامريكية باقية ان لم ينهض الشعب، رافضا لوجودها، او اجبار القائمين على الشأن الوطني؛ بالعمل قانونيا على وضع خارطة طريق لجدولة سحب القوات الامريكية من ارض البلد، في الوقت الحاضر على وجه التحديد والتخصيص. الكاظمي حال عودته من واشنطن، كعبة الحاكم العربي (كما يسميها الدكتور عبد الستار قاسم، في واحدى مقالاته في صحيفة الراي اليوم..)؛ طرح الشام الجديد، والذي يضم العراق ومصر والاردن، بكل تأكيد هي فكرة امريكية، كان قد تم طرحها قبل سنوات من قبل البنك الدولي، عاد الكاظمي ليقوم بأحيائها او ان في واشنطن، من اوكل اليه، امر احيائها. باختصار شديد؛ انها ترتبط ارتباط وجودي بصفقة القرن التي لم تزل مطروحة على جدول اعمال الولايات المتحدة الامريكية.. ان اول اهداف ومرامي هذا التجمع هو انعاش الاقتصاد الاردني والمصري وهنا لا يوجد اعتراض عليه بالكامل اذا كان النية هي التعاون العربي في الاقتصاد والتجارة والسياسة وما اليهما. لكن الهدف منه كما اسلفنا القول فيه؛ هو احياء صفقة القرن بطريقة غاية في الخديعة والضحك على عقول الناس، بإخفاء الحقيقة عنهم، والتي تتركز في مشاركة الكيان الصهيوني مستقبلا بصورة مكشوفة ومستترة في الوقت الحاضر، في المواصلات، وفي الطاقة، النفط والغاز( خط انبوب نقل النفط من البصرة الى ميناء العقبة)، اضافة الى سكك الحديد التي نوهنا عنها في اكثر من مقال، كنا قد نشرناه، قبل سنوات اي قبل اربع سنوات، في موقع الصدى نت الذي تشرف عليه، العراقية القديرة، الدكتورة خيرية المنصور، بإمكان القاريء الكريم، ان يشرفنا بالرجوع اليه في الموقع المذكور. لذا، فأن الولايات المتحدة لا تخرج من العراق بإرادتها او بوحي من اخلاقها او ما يمليه عليها القانون الدولي او كما تروج الكثير من الاقلام من ان الولايات المتحدة لم تعد بحاجة الى وجودها في العراق او في بقية دول المنطقة، هذه قراءة خاطئة اذا افترضنا حسنة النية، ولنا في هذا الافتراض، شك كبير، وكبير جدا. العراق اقوى حلقة في مخطط الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في المنطقة العربية، على صعيد الحاضر والمستقبل.. السيطرة عليه، والتحكم في اتجاه سياسته على جميع الاصعدة، بوابة لابد منها لنجاح المخطط سابق الاشارة والذكر..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب