17 نوفمبر، 2024 10:41 م
Search
Close this search box.

التطبير والشعائر الحسينية

التطبير والشعائر الحسينية

مع اقتراب شهر محرم الحرام يحتم علينا واجبنا الاخلاقي والديني ان نعرج على ثورة الامام الحسين (عليه السلام ) لنعرف العالم الاسلامي والانساني بمبادىء الثورة الشريفة ونبين حقيقة حدوثها بعيدا عن الاهواء والامزجة وبعيدا عن الاحقاد .

لقد اراد الامام الحسين بخروجه من المدينة الى العراق ان يبرهن ان طريق الحق لايمكن الحياد عنه وان صوته لابد ان يعلو على صوت الظلم والباطل وبما ان رئيس بني امية يزيد خرج عن ملة الاسلام وارتكب الفظائع بحق الدين فلابد ان يكون هناك من يقف بوجهه ويعدل مسار الدين وبما ان البطش والظلم الاموي موجود فلم يستطع احد من طلاب الدنيا الخروج على هذا الفاسد لذلك تصدى الامام الحسين عليه السلام لهذه الجوقة المارقة وخرج باهله طالبا الاصلاح وابقاء الدين الاسلامي نقيا من هذا الدرن الخبيث وخرج معه ثلة مؤمنة بالله ورسوله لم تهتم لعواقب هذا الخروج لان ارتباطهم بالله عز وجل ,فكان ماكان ونجح الامام ورهطه المؤمنين بابقاء الدين واقفا الى يومنا هذا واستلهمت كل قيادات الثورات في العالم الدرس من هذه الثورة المباركة .

مع استمرا تذكر الثورة المباركة احتجنا لان تكون هناك ممارسات لايائها وتعريف الناس بها فكان المنبر الحسيني الشريف صادحا بمبادئها معرفا الناس بها ونجح في تعاطف الامم مع الثورة وهذا غاية المنى ,ومع المنبر كانت هناك ممارسات متعددة مثل البكاء واللطم اللذان كانا بحق اهم ادوات تعريف الثورة لارتباطهما بعواطف الناس ,ولكن مع استمرار الذكرى سنة بعد اخرى ظهرت لدينا ممارسات لاتمت الى الشعيرة المباركة بصلة مثل التطبير والزنجيل والسير على النار والجمر اساءت بدرجة كبيرة الى الدين والمذهب والى الثورة المباركة عند الاديان الاخرى وباقي طوائف الناس ,ان هذه الممارسات المسيئة وضعت بعناية ضمن الشعائر وبدراسة ذكية من قبل اعداء الدين بهدف ابعاد الناس عن معنى الثورة وتشويه صورتها واظهار المسلمين على شكل وحوش بشرية لاتفقه من الانسانية شيء وهذا الامر اشار له جملة كبيرة من العلماء الاعلام ومراجع الدين الكرام وهنا اشير الى جملة من علماؤنا الذين افتوا صراحة بحرمة التطبير وقد تحملوا غضب الذين يريدون للدين الاعوجاج والانحراف عن مساره يتقدمهم السيد محسن الحكيم والسيد ابو القاسم الخوئي والسيد محمد باقر الصدر والسيد محمد محمد صادق الصدر والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء رحمهم الله ورضوانه عليهم كذلك السيد علي السيستاني والسيد كاظم الحائري والشيخ بشير النجفي والشيخ محمد اسحاق الفياض ولاننسى الفتوى الصريحة للامام الخميني رضوان الله عليه والذي اعتبر ممارسي هذه الشعيرة اعداءا للاسلام وخارجين من الملة ,وفي عهدنا هذا كانت التفاتة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي وفتواه واضحة جدا باعتبار ان ادخال مثل هذه الممارسات القصد منه هتك الدين واهانته لذلك علينا الابتعاد عنها والامتناع .

ان هذه الممارسات تاريخيا وحسب ماقرانا التطبير اتى من القفقاز والهند في نهاية القرن التاسع عشر وبعده بفترة جاوزت العشرين عام ظهرت بدعة الزنجيل وفي ايامنا هذه ظهرت بدعة السير على النار والجمر ,اذن القضية مقصودة ولم ننتبه لها رغم اشارت علماؤنا ومراجعنا العظام الذين عرفوا القصد من وراء ادخالها وحشرها ضمن الشعائر الحسينية المقدسة ,وعليه علينا توعية الناس الذين يندفعون بعاطفة حبا لامامهم الكريم وان نوضح لهم اهداف ماوراءها ,هذه مسؤولية الجميه من مفكرين وكتاب ومصلحين ورجال دين ,علينا ان لانتقاعس عن ذلك رغم ماسنواجهه من اعتراضات ومحاولات تسقيط من قبل اعداء الدين الذين يتبنون هذه الممارسات الدخيلة وان لانقف عند حد معين من التصدي بل السير قدما الى ان يمكننا الله من ازالتها من الوجود .

أحدث المقالات