التطبير هو من الظواهر الموروثة في الشعائر الحسينية السنوية، ولها دور كبير في تجسيد وترسيخ القضية الحسينية من خلال إثارة العاطفة والتفاعل مع الجو الحسيني السائد في مجتمع المؤمنين، وكشعيرة فرضت نفسها في هذا الجو وترعرت فيه للحد الذي لايمكن معه فصلها عن تلك الشعائر، استنبطت فكرة التطبير خلال العهد البويهي 932 -1055 ميلادي.
لكن يجب علينا “كحسينين” عدم تبني الاستبداع والبدع المستوردة، والظواهر السيئة والمشينة التي يصطنعها بعض ضعاف النفوس من “تفذلك وتفبرك ودجل وتصنع” من أجل الحصول على مراتب ومزايا اعتبارية في اوساط مجتمعهم، وهذا هو الخطر الكبير الذي يضر ضررا فادحا بالقضية الحسينية، وتشكل نسقا لا يقل خطورة عن الأنساق المعادية المتأتية من الفكر الأموي المنحرف وأتباعه من الناصبة والإيتام وحملة الفكر العلماني اليعقوبي.
وستظل ظاهرة التطبير من الظواهر الموروثة، ودخلت في سجل الطابع العرفي الحسيني، شأنا أم أبينا، حالها حال كثير من الظواهر الاخرى المستفحلة في المجتمع، والتي يتبناها كبار الرجال من ابطال المشهد العرفي في المجتمع، وضررها أخطر من ضرر التطبير.
كذلك نجحت ظاهرة التطبير، وأفلحت أيضا بفرض نفسها على المجتمع والجمهور الحسيني ، بأن تكون جزءا من اجزاء الشعائر الحسينية المرموقة، ويكفيها فلاحا أن إذا يذكر الحسين (ع)، يذكر التطبير.
هناك دعوات رافضة لظاهرة التطبير، ليس من البيت المخالف فحسب، إنما من البيت الشيعي بالذات ومن اشخاص يدعون الحداثوية.
الكثير منا لايود أن يفصح عن رأيه على نحو الدقة في هذا الموضوع الحساس، حتى لاينحى منحى الفتوى، ولكي لايتقاطع مع دعاوى الافتاء .
أو لاتحدونا الرغبة في أن نجعل آرائنا في خانة الاملاءات المفروضة على الآخرين، حتى لاتصادر آراء الغير.
كل الذي قيل ويقال، أن ظاهرة التطبير أصبحت جزء “لايمكن تعديله” من الشعائر الحسينية في العراق بالذات، ولايصح منا أو من غيرنا بالافتاء بحليتها أو حرمتها، لأن هذا ليس من شأننا أو اختصاصنا، بل هو من شأن العالم المجتهد الجامع للشرائط.
المهم، أن ظاهرة التطبير واكرر، انها قد فرضت نفسها ، وصارت جزء من الشعائر الحسينية ، على مريديها أن يتعاطوها وفق معايير حضارية متطورة دون الاندفاع في المغالاة والاسراف..
وعلينا نحن الذين نصطف خارج هذه الممارسة، أن نحترم روادها، وندفع الاذى عنهم ،وخصوصا الآتي من المخالفين، لأن قصدهم من وراء ذلك زعزعة البيت الشيعي ،وسلخ عرى القضية الحسينية الخالدة، المتمثلة بشعائرها الخلافة.
السلام على الحسين، .وعلى علي بن الحسين، وعلى اولاد الحسين ،وعلى أصحاب الحسين , الذين بذلوا مهجهم جميعا دون الحسين.