9 أبريل، 2024 10:00 ص
Search
Close this search box.

التضليل الاعلامي والفبركة الكيدية … قناة البغدادية انموذجاً

Facebook
Twitter
LinkedIn

الاعلام امانة والتزام ومسؤولية اخلاقية وقانونية وثقافية وهو سلاح ذو حدين ويتمظهر الاعلام عادة بصناعة الحدث والرأي العام ويتخذ اتجاهات متعددة بحسب الاجندة التي تديره ويلعب الاعلام دوراً فاعلاً في توجيه مسارات الشعوب بالاتجاهين السلبي والايجابي.
ومن هنا فقد حاولت بعض الفضائيات فبركة وتجزئة تصريحات الرموز الوطنية وتقطيع الكلام بما يشوه معاني ومقاصد هذه التصريحات عبر التضليل والخداع والكذب ، وهو ما يهز مصداقية هذه الفضائيات ويفضح اتجاهاتها ولو بعد حين.
وما حصل من فبركة لتصريحات السيد هادي العامري الامين العام لمنظمة بدر ووزير النقل العراقي هي محاولات ابتزازية سياسية رافقت التحضير للانتخابات كان الغرض منها التسقيط السياسي والتحريض الشعبي بطريقة خادعة وتضليلية.
وعودة الى اللقاء التلفزيوني مع السيد العامري تتضح حقيقة الكلام الذي تم فبركته بطريقة مجتزأة يراد من خلالها تضليل المشاهدين والتأثير على الرأي العام بالاساليب الكيدية والتسطيحية للوعي وتبسيط المفاهيم الى الحد المقرف الذي يكشف نوايا هذه الاساليب المفضوحة.
فالبغدادية فبركت تصريحاته وقطعتها بطريقة فنية يمكن ان تنطلي على المتلقي البسيط وامكانية التأثير على وعيه ومشاعره وتسميم افكاره عبر ضخ الاكاذيب والاساليب الخادعة التي تعكس استهانة هذه الفضائية في وعي العراقيين والاساءة الى عقولهم.
وان ما ذكره السيد هادي العامري في حديثه حول تضحيات الشعب العراقي وبعض المسؤولين المخلصين الذين يدفعون ثمن مواقفهم الوطنية هو استخدام لفظة ( ميخالف) وتعني في لغتنا الدارجة واللهجة العراقي تعني (صحيح) في سياقها العام خاصة عندما قاطعته مقدمة البرنامج بقولها ان المواطن ايضاً يستهدف فاجابها (ميخالف) اي صحيح يستهدف وكذلك المسؤول ايضاً يستهدف وهو كلام واضح لا يمكن ان يوحي بان السيد العامري لا يبالي بالدم العراقي الذي يسفك يومياً ، كما لا يعني بكلامه بانه لا يكترث بالدم العراقي فهذه قضية مفبركة وخادعة. فهل احد يزايد العامري على تفانيه وجهاده من اجل الشعب العراقي؟.
والامر الثاني الذي ذكره السيد هادي العامري هو ان العراق ليس فيه فقر بلحاظ اكثر دول المنطقة الغنية التي فيها مواطنون دون مستوى الفقر، وان 80% من الموازنة العراقية تشغيلية تذهب للرواتب وتشمل المواطنين وهو كلام منطقي لا يقصد نفي الفقر تماماً عن ابناء شعبنا ، ولكنه اراد ان يؤكد ويشدد على ان العراق يمتلك اكثر موازنة في المنطقة والعالم ولا يريد ان ينفي الفقر عن بقية العراقيين تماماً فهذا ما لا يقره احد من العراقيين فضلاً عن شخصية قيادية مثل السيد هادي العامري فان ذلك لا يجوز له ولا يليق بالبغدادية التي حاولت الايحاء بطريقتها المألوفة والمعروفة بان السيد العامري ينفي الفقر عن كل العراقيين، والمقارنة بين القدرة الشرائية للمواطن العراقي ما قبل وبعد التغيير سنة 2003 ومستويات الفقر بين الحقبتين يؤكد ما قصده السيد العامري.
ولا نريد التذكير باسلوب هذه الفضائيات في التسقيط السياسي والتهويل لقضايا الساعة والساحة السياسية ، ولا يهمنا اسلوبها وخطابها في تشويه العملية السياسية ومحاولة اجهاضها ، ولكن ما يهمنا ويؤسفنا في هذا السياق هو الانسياق لبعض البسطاء من ابناء شعبنا وراء هذه الاراجيف والافتراءات والفبركات والوقوع في فخ هذه الفضائيات وسمومها.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب