22 ديسمبر، 2024 1:09 م

التصيد في المياه الاوکرانية العکرة

التصيد في المياه الاوکرانية العکرة

من الواضح جدا إن بلدان وشعوب العالم قد قابلت الحرب الروسية المجنونة على أوکرانيا برفض وإشمئزاز واضحين لأن العالم کله يدرك ويعي ماذا تعنيه الحروب وأي دمار ومآسي وکوارث ينجم ويتداعى عنها، لکن الذي لفت النظر إن هذا الموقف العالمي الرافض للغزو الروسي الغاشم لأوکرانيا قد شذت عنه عدد من الانظمة الديکتاتورية المعروفة بکراهية العالم لها، وهذه الانظمة هي؛ النظام السوري وکوريا الشمالي وکوبا وفنزويلا والنظام الايراني، وهذه الانظمة الخمسة أشهر من نار على علم في قسوتها ودمويتها مع شعوبها وفي نفس الوقت في کراهية العالم لها.
مع إنه ليس هناك مايمکن أن يبرر تإييد ودعم الغزو والاحتلال الروسي لأوکرانيا، لکن ومع الاخذ بنظر الاعتبار الکثير من الامور فإن هناك نوعا من التفهم لمواقف کوريا الشمالية وفنزويلا وکوبا والنظام السوري للإعتداء الروسي السافر والغاشم على أوکرانيا، لکن في نفس الوقت فإنه من الصعب جدا أن يجد المتابع ثمة تفسير مقنع لتإييد خطباء الجمعة في صلوات الجمعة الماضي في عموم إيران لغزو أوکرانيا وإحتلالها من جانب روسيا، حيث إن هذا التإييد لأنه يصدر من جانب رجال دين فإنه يعني مبارکة هذه الحرب، والانکى من ذلك إن أئمة الجمعة في إيران يتم تعيينهم من جانب المرشد الاعلى للنظام وإن خطبهم عادة ما تکون بإشراف وتوجيه مکتب المرشد الاعلى ذاته، وهذا يعني إن موقف رجال الدين قد جاء بأمر وإيعاز من خامنئي!
لم يقتصر دعم وتإييد النظام الايراني للحرب الروسية الدموية ضد أوکرانيا على رجال الدين الموجهين من جانب خامنئي فقط بل وحتى إنه قد إتخذ طابعا رسميا عندما صرح الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي وهو يحاول إشفاع تإييد النظام بتقديم التبرير لشن روسيا الحرب على أوکرانيا قائلا:” توسع الناتو نحو الشرق أمر مثير للتوتر… ويشكل تهديدا خطيرا لأمن واستقرار الدول المستقلة في مختلف المناطق.”! وفي مقابل هذا الموقف، طلب رئيسي وبصورة تبدو الانتهازية واضحة فيها دعم روسيا لنظامه في محادثات فيينا عندما أکد أن” تقديم ضمان موثوق وإنهاء المزاعم السياسية والإلغاء الحقيقي للعقوبات تعد من ضرورات الوصول إلى اتفاق مستديم”.
موقف النظام الايراني هذا الداعم والمٶيد للحرب الروسية ضد الشعب الاوکراني يذکرنا بدعم وتإييده لنظام بشار الاسد في إبادته وقمعه لثورة الشعب السوري بالاسلحة الکيمياوية والبراميل المتفجرة، في وقت کان الشعب الايراني يرفض رفضا قاطعا هذا الموقف جملة وتفصيلا بل وإن الذي يلفت النظر أکثر إن جموع من أبناء الشعب الايراني قد ذهبوا أمام السفارة الاوکرانية في طهران وهم يعلنون عن دعمهم وتإييدهم لأوکرانيا ويعلنون عن رفضهم وکراهيتهم لحرب روسيا المجنونة ضدهم.