7 أبريل، 2024 7:26 ص
Search
Close this search box.

التصويت الخاص وأضراره على حيادية القوى الأمنية والعسكرية

Facebook
Twitter
LinkedIn

أكثر القوى الأمنية والعسكرية في العراق تكونت بواسطة الأحزاب المتنفذة والمليشيات مما يجعلها غير حيادية وانحيازها الكامل إلى الجهة السياسية أو الشخصية التي كانت  السبب في حصولها على مركزها و وظيفتها والذي يؤثر بطبيعة الحال على حيادية تلك القوى أفرادا أو جماعات مما يؤدي إلى إبعاد تلك القوى الأمنية عن العملية الديمقراطية  وإبعادها عن مسارها وعن واجبها الأساسي وهو حماية الوطن من أي تهديد خارجي أو داخلي كما يمنعها من النظر بعين واحدة وحيادية إلى تلك الجهة السياسية أو هذه ..هذامن ناحية ومن ناحية أخرى وهو الشيء المهم هو قلة الوعي السياسي لتلك القوى الأمنية والذي لم يبلغ بعد مرحلة تؤهلها لتكون جهة محايدة واعني هنا تغليب  النظرة المذهبية والمناطقية على المصلحة الوطنية مما يجعل حيادية تلك القوى أمر مشكوك فيه  ثم إن هناك شيء مهم وهو إن غالبية القادة الأمنيين قد تم تعينهم بفعل عملية الدمج التي شهدها العراق وهو دخول قادة المليشيات في صفوف الجيش والشرطة لا بل جعلهم في مراتب قيادية ..كما إن هناك الفساد الإداري الذي ساعد على  زج العديد من العناصر الأمنية دون وجه حقاو كفاءة بفعل الرشاوى والنفوذ.. نحن نعلم إن المؤسسة العسكرية هي مؤسسة بيروقراطية لها ثوابتها التي لا نقاش فيها وان تسلم هؤلاء الزعماء السياسيين(المليشياويين) اضر بالمؤسسة العسكرية والأمنية ولم يفيدها وما نشهده من خرق امني في اغلب مناطق العراق هو سببه هؤلاء الامنيون الجهلة في جميع نواحي الأمور الأمنية والعسكرية وان جل همهم هو حصولهم على الامتيازات والأموال دون وجه حق وان  آخر ما يفكروا به هومصلحة الوطن  علما  إن اغلبهم ليس له علاقة بالمؤسسة الأمنية والعسكرية أصلا إضافة  إن ولائه هو لزعيمه السياسي وكتلته  والذي يترتب على هذا القائد الأمني والعسكري وذلك بالتأثير على  منتسب وحدته وحثهم على التصويت لزعيمه ورئيس كتلته لارتباطه أولا و ولائه لحزبه وزعيم كتلته ثانيا إضافة إلى رد بعض الجميل لمن كان السبب في وجوده في هذا الموقع والذي لم يكن يحلم به في يوما ما .. وكذلك  للعلاقة  المصيرية ببقائه ب في منصبه الذي لم يحصل عليه لولا زعيمه السياسي ..وان ابسط ما يقدمه لزعيمه هو جعل منتسب وحدته  يصوتوا  للجهة التي ينتمي لها ..من هذا نستدل ان التصويت الخاص للقوى الامنية يفقد العملية السياسية نزاهتها وحياديتها..  ثم هل يرتضي ذلك القائد الامني او العسكري بفوز منافس لقائمته ولزعيمه ؟ بالتأكيد لا ..وانا اعتقد انه سيقوم بكل ما اوتي من نفوذ و قوة لافشال تلك  العملية الديمقراطية وافراغها من محتواها (من خلال التصويت الخاص  لمرشحه ولقائمته) وذلك  لقوة نفوذه ولما يملكه من تاثير على قطاع واسع من منتسبي وحدته كونه يملك  اساليب عديدة ومتنوعه يلجأ اليها للتدخل والتأثير على حرية الناخب الامني او العسكري… فكلمة ( الجيش فوق الميول والاتجاهات ) التي نادى بها الشهيد عبدالكريم قاسم لم تكن خاطئة لا بل أثبتت صحتها خاصة في هذه الأوقات,  فحيادية الأمن مطلوبة وحيادية القوى العسكرية مطلوبة ايظا وهذه الحيادية لا تكن إلا بإبعاد تلك القوى عن الدخول في العملية الانتخابية أصلا وإبقائهم بعيدين عن التصويت والمشاركة بالانتخابات واقتصار واجبهم على حماية العملية الديمقراطية والحفاظ على امن المواطن والسهر على راحته وكذلك حماية حدود الوطن والدفاع عنها وهذه بحد ذاته توازي المشاركة بالحياة السياسية إن لم تزيد عليها وذلك بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع وحماية المكتسبات الديمقراطية .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب