23 ديسمبر، 2024 5:21 ص

قطعاً وحتماً فالتصفير هذا لا علاقةَ لغوية او اشتقاقية مفترضة له بِ ” الصفير ” , فلدينا اكتفاءً ذاتي وقابل للتصدير منْ صفّارات دوريات الشرطة ومركبات الأسعاف وكذلك من عجلات اطفاء الحريق , ومن صفيرِ سياراتٍ اخرى معظمها سوداء وبدفعٍ رباعيّ ولا ندري الى ايٍ من الأحزاب او الفصائل تنتمي وتعود .!

و” التصفيرُ ” هذا ليس بمفردةٍ حديثة الولادة ونزلت توّاً من رحمٍ لغوي , ولعل جذورها تمتدّ الى قبل انبثاق شهر صفر الهجري وتسجيله رسمياً في التقويم الأسلامي , وقد ظلّ استخدام تعبيرالتصفير محدوداً وضئيلاً , وكانت اغلب استعمالاته في الحسابات المصرفية , لكنّما يمكن القول ” وبكلّ جرأةٍ وصلابة ” أنّ الرئيس ترامب قد قام بتفعيل هذا التصفير بما يمكن الأصطلاح عليه كمصطلح مؤخراً , وحقنه بالدينامية والحيوية السياسية ذات العطور العسكرية .! , من خلال خطّته وتوجهاته بِ ” تصفير النفط الأيراني ” ومحاولة ايصال نسبة تصديره الى الرقم صفر او ZERO .!

ولكنّ مالنا ومال النفط ورائحته الكريهة , ولنغيّر مفهوم ” النفط نعمةٌ ونقمة ” , ومالنا ومال دول الجوار اللواتي عانينا منها مرارة الأمرّين منذ تحوّل العراق الى النظام الجمهوري في عام1958 وتفشّي وانتشار ثقافة العنف وكيف استشرت واستفحلت الى يومنا هذا .

فالى ذلك , فحبذا ومئةَ حبّذا وحبّذا لو نقوم بتجيير وتوظيف التصفير الأمريكي – الأيراني ونقله الى جبهتنا الداخلية ! ومن دون نفوط ودرءاً من السقوط , فنحن نبتغي الى ترجمة مشاعرنا او المشاعر الجماهيرية على الورق , ولو كحبرٍ على ورق .!

نتطلّعُ الى تصفير العملية السياسية بالكامل والمطلق , والى تطهير وتعقيم اجوائها ومقراتها وآليّاتها , ونبتغي تغيير شعار مكافحة الفساد وتجريده من كلّ ما يرتدي الى تصفيرٍ للفساد والى تصفيرٍ لدعاة مكافحة الفساد .. ونودّ أن نسنّ ونشرّع تصفيراً نقيّاً لقوانين الدستور غير القانونية – المشرعنة لخدمة مشاريعٍ مشبوهةٍ وموبوءة بذريعة الشريعة الأسلامية , وتقتضي المقتضيات أن نمسح ونجفف كلّ ما كتبته وبثّته وسائل إعلام احزاب السلطة الحاكمة والمتحكّمة طوال ال 15 عاماً التي انجبها وافرزها الأحتلال الأمريكي عبرَ التلقيح الإصطناعي وغير الإصطناعي وبتصفيرٍ ناصع البياض , ولننطلق ثانيةً ونقفز من نقطة الصفر حيث اعادونا الى نقطة الصفر .!