كثرت في الاونة الاخيرة عمليات الاغتيال لعددا من قيادات (جيش الامام المهدي- عج) وهذا الامر يحتاج الى وقفة تأملية نرتفع بها قليلا عن العاطفة ، وننظر للامر من وجهة نظر تحليلية ستراتيجية ، ولننظر الى ابعد من اقدامنا.
الاحتلال الامريكي حاول وبشتى الطرق المباشرة والغير مباشرة من احتواء جيش الامام المهدي او السيطرة على قيادات هذا التنظيم، لكن م دون جدوى، حتى ان السيد مقتدى الصدر خرج او لم يعد تحت سيطرة حكومة ولاية الفقيه في ايران كبقية التنظيمات الشيعية الاخرى (بدر، العصائب، الكتائب …الخ)، وباتت جميع تلك المحاولات بالفشل، من جانب اخر (وانا اعلم ان كلامي سيكون غير مقبول من الكثير) ، اقول حاول من جاء على ظهر الدبابة الامريكية الى احتواء هذا التنظيم من خلال الزج بالخط الصدري في ما يسمى بـ العملية السياسية التي بنيت على باطل ، اضافة الى (توريط) بعض القيادات بالصفقات والاعمال التجارية في محاولة للسيطرة على اتباع الخط الصدري ، ولكن من دون جدوى، عندها لجاءت الدول الاستكبارية والدوائر الاستخبارتية واوعزت الى عملائها في العراق بافتعال قتال بين ابناء المذهب الواحد من احداث (الزركة) الى (صولة الفرسان) التي وان تناسى او نسي البعض ما حدث لافراد جيش الامام المهدي في محافظات البصرة والديوانية والناصرية وكذا في مدينة الصدر التي استمر القصف والحصار الامريكي عليها لمدة 6 اشهر الى حرق جثث افراد جيش الامام المهدي وسحبهم في الشوارع في محافظة الناصرية ، وتصفية الاخرين في السجون كما حدث في كربلاء وواسط ، والاسماء معروفة لا تحتاج الى اعادة ذكرها .
لكن بالرغم من ذلك ، ورغم اوامر تجميد العمل والنشاطات، الا النار بقيت في قلوب افراد الجيش ، وحين دعا السيد الصدر الى حمل السلاح والدفاع عن الوطن ضد هجمة صنيعة الاحتلال وعملائهم (داعش) – اللعبة الجديدة – ظهرت (بعض) قوة جيش الامام المهدي والانتصارات التي اعترف بها العدو قبل الصديق جعلت امريكا ومن يسير خلفها يقفون متأملين .
حيث لا بد من وضع حدة لهذا الامر ، فمن غير المعقول ولا المناسب لعملاء امريكا تنفيذ مخططهم في العراق بوجود قوة لا يستهان بها وقادرة على قلب الطاولة والموازين .
تدخلت امريكا بشكل مباشر …وشكلت تحالف (دولي) لقتال داعش ، لغرض مصادرة جهود الابطال وانتصاراتهم من جهة ، ومن جهة اخرى وضع اليد والقدم مرة اخرى ولكن بصيغ مختلفة على ارض العراق، كما ان المخطط ابعد من ذلك ، حيث تسعى امريكا والدول العربية الى انشاء جيش بالضد من التشكيلات الشيعية ، وهذا ما اطلق عليه العبادي بالحرس الوطني ، لتكون المناطق السنية محمية بهذا الجيش وتحت قيادات بعثية صدامية مدعومة من انظمة عربية معروفة .
من جانب اخر لا بد من وضع حد لتنامي دور جيش المهدي، العبادي لا يستطيع شن (صولة فرسان جديدة) ، اذن لا بد من اللجوء للطريقة المخابراتية الصدامية الاسرائيلية وهي عمليات الاغتيال، وهو حجر يضرب به اكثر من عصفور، اولا تصفية القيادات الفاعلة في جيش المهدي، غرز بذرة الانشقاق داخل هذا الجيش هذا ثانيا، وثالثا الايهام ان القتلة هم من التشكيلات الاخرى (العصائب او الكتائب ….الخ).
اذ يقول قائل ، انك تخلط الاوراق، نعم انا لا احسن الظن بأي نظام او حكم ترضى عنه امريكا ، فهل يعقل ان يتفق الرحمن والشيطان، وهذه قاعدة لا يختلف عليها اثنين، امريكا شر مطلق…اذن من يعمل وفق السياسات الامريكية لا يمكن ان نحمله على محمل حسن …..للحديث تتمة