داعش التي تتفنن في جلب ألآنتباه , ونشر الرعب , ماهي ألآ وسيلة لزرع الفوضى وتفتيت العراق والمنطقة , وهذه الوسيلة هي خيار المحور البروتستاني في الكنيسة المتطرفة التي جعلت التحالف مع الصهيونية أستراتيجية حاضرة ومستقبلية لمواجهة ماتختزنه المنطقة من رصيد عقائدي معني بمستقبل البشرية ونهاية العالم , والمحور الذي يمتلك تفوقا عسكريا وتكنولوجيا على ألآرض وفي الفضاء , هو المحور الذي يعرف خزين هذه ألآمة المستقبلي ولذلك يحاول جاهدا تفويت الفرصة على خزين ألآمة وطاقتها من خلال تخريب المشاريع السياسية فيها , وتخريب منظومة القيم والسيطرة على منابع الثروة , وقد نجح في ذلك , ولكن نجاحه ليس نهائيا لآنه لايعرف معنى الغيب ومكنونات النفس البشرية التي لم يفلح علم النفس الوضعي وهو من متبنيات المحور الغربي أن يكتشف حقيقية النفس البشرية في مراحلها تجاه الحدث والفعل ألآنساني من ” النفس اللوامة , والنفس الراضية , والنفس المرضية , التي تجمعها صفة ” النفس المطمئنة ” وهذه النفس هي التي لاتحتاج العيادات الطبية النفسية , وأفلاس العيادات الطبية النفسية الوضعية يمثل أفلاس المحور الصهيو أمريكي في عدم قدرته على فهم حركة الكون بالرغم من أبحاثه الفضائية التي أعتمدت الفهم المادي للكون والحياة , وظلت أفكار مراجعة تأثير ” الروح ” تكتسب نزعة بحثية نظرية لم تكتسب قدرة على تغيير الثقافة الغربية التي أعطت ولاءها للتفوق العسكري والتكنولوجي , مثلما أعطت تسليمها لمفهوم ” اللذة ” و ” المتعة ” الحاضرة غرائزيا في الميل البشري نحو ظاهر الحياة دون باطنها , وهذا الميل السلوكي هو سبب فشل ألآمم والشعوب والحضارات التي سبقت عصرنا .
تصريحات أمريكا حول داعش تكشف عدم جدية أمريكا في القضاء على داعش , بل تكشف من زاوية أخرى وجود مراوغة أمريكية تجاه الذين يستعجلون القضاء على داعش مما يجعلها غير صادقة معهم , وعدم صدق أمريكا مع من يريد القضاء على أمريكا وفي مقدمتهم ” العراق ” لآنه لازال يحتفظ بعلاقات تفرضها الضرورة مع أمريكا , والعراق وأمريكا يعرفان هذه الضرورة , ولذلك لايصرح كل منهما بمكنونات توجهاتهم , ولكن أمريكا صاحبة المسؤولية الظاهرية في قيادة التحالف الدولي ضد داعش , لاتخفي تصريحات مسؤوليها عن خفايا التوجه ألامريكي , فتصريحات السيد أوباما الرئيس ألآمريكي عن التقديرات الزمنية للحرب مع داعش لاتعكس جدية القيادة ألآمريكية التي تتعامل مع الزمن بمقياس حساس ودقيق , ومنظومتها ألآلكترونية دليل على ذلك , ولكن عندما تكون تقديرات الرئيس ألآمريكي أوباما لآنهاء الحرب مع داعش بين مصطلح ” سنوات طويلة , وعشر سنوات , وثلاث سنوات ” يعني ذلك في الجيوسياسية أقتصادية , أن أمريكا تخفي أشياء كثيرة , وتنتظر أنضاج أشياء لصالحها , وعندما رأينا الضربات الجوية الموجهة لداعش المتباطئة وألآستعراضية , عرفنا أن أمريكا غير جادة في القضاء على داعش ومشروعها تحجيمي فقط بأنتظار ظهور مستجدات تسمح لها أعادة خريطة المنطقة وتوازناتها , لذلك ستكون داعش وسيلة مركزية في المنطقة لآعادة رسم الخطط والتوازنات لصالح أمريكا وحلفائها وفي مقدمتهم أسرائيل التي شعرت بالمحاصرة من محور المقاومة فراحت تحتضن العصابات ألآرهابية التكفيرية وتدعمها علنا , والتصريحات ألآسرائيلية على لسان وزير الحرب ألآسرائيلي ” يعالون ” بأن داعش ليست عدوا لآسرائيل , وأن جبهة النصرة صديقة لآسرائيل وتعمل لتحقيق المصالح ألآسرائيلية , وهذا ألآعتراف ألآسرائيلي لم يشكل أحراجا لآمريكا التي تدعي محاربة داعش من جهة , وهي تسعى لآضعاف من يحارب داعش مثل العراق حيث تماطل وتتباطئ في تزويده بألآسلحة المتفق عليها , بينما تسعى أمريكا لدعم مايسمى بالمعارضة المعتدلة السورية في محاولة يائسة لآ سقاط الدولة السورية , أو أدخال ممثلين لها في مشاريع الحل السياسي في سورية , وهذا العمل يمثل أرباكا للخطط ألآمريكية تجاه سورية التي لازالت غير مقنعة , ويشوبها الشك والتردد , بينما تحاول بعض الدول ألآوربية في أيجاد تواصلا مع الحكومة السورية ولذلك قام وفد من البرلمان الفرنسي بزيارة دمشق أحيطت بنوع من التكتم والسرية .
أن تصريح مسؤول أمريكي عن تحديد موعد أنطلاق عملية تحرير الموصل , وهو تسريب مريب , يراد منه أعطاء داعش فرصة لعدم المباغته , أو للهروب , وفي كل الحالات هو لصالح داعش , لذلك لم يكن ذلك التصريح موضع أرتياح الحكومة العراقية , وتظل أخبار أسقاط الطائرات ألآمريكية بعض المساعدات خطأ لداعش هو مثار للريبة ونزع الثقة من التوجهات ألآمريكية , أما تصريحات وزير الدفاع ألآمريكي ” أشتون كارتر ” في الكويت , والتي قال فيها : أننا نعمل على دفع داعش عن الكويت والمناطق المجاورة , مما يعني بشكل واضح أن أمريكا لاتريد القضاء على داعش , وأنما تريد تحجيمها وتطويعها للعمل بما يناسب الخطط ألآمريكية , وحادثة دخول قوات تركية الى ألآراضي السورية لنقل رفاة ” شاه سليمان ” جد العثمانيين والموجود تحت تواجد عصابات داعش , مما يكشف بشكل غير قابل للنقاش عن العلاقة المباشرة بين داعش وحكام تركيا , وبما أن تركيا عسكريا تنتمي للحلف ألآطلسي مما يعني أن علاقة داعش بتركيا هي كعلاقة داعش وجبهة النصرة بأسرائيل , وعلى قاعدة ” صديق صديقي صديقي , وعدو عدوي صديقي ” يمكن تفسير المواقف ألآمريكي