7 أبريل، 2024 2:01 ص
Search
Close this search box.

التصدي بحزم لعمليات الكسب المادي غير المشروع

Facebook
Twitter
LinkedIn

أيّ مجتمعِ يحلمُ بحياةٍ كريمة لابدّ أن يتصدّى أبناؤه لكل الأفعال الشاذة الغريبة التي من شأنها – لو استمرت – أن تؤدي الى الهاوية السحيقة ، وحينها لا ينفعُ عضّ الأصابع ندما . وليس صحيحاُ أن تعتمد المجتمعات على سلطاتها التنفيذية ( أيّ الحكومات ) في كل صغيرة وكبيرة تهدّدُ سلامة وجودها من سلوك بعض أفرادها السلوك المرفوض . بلْ عليها واجبٌ وطني وأخلاقي لتشخيص الحالات السيئة ومن ثم التحرك الحازم الصارم للقضاء عليها . لأن طبيعة المجتمعات طبيعة تكاملية متبادلة المنافع والمصالح والحقوق والواجبات . والذي يعتقدُ أن هذا الأمر لا يعنيه ، فهوَ واهمٌ تماماً لأن الأفعال الشاذة ان انتشرتْ واتسعت رقعتها الجغرافية سوف تأكلُ الأخضر مع اليابس على حدّ سواء ، ولن ينجوَ من نتائجها الوخيمة فردٌ من أفراد المجتمع . والتصدّي نوعان ، النوع الأول عدم تشجيع أولئك المفسدين الذين باعوا ضمائرهم للشيطان من أجل الحصول على أيّ كسب ماديّ . وعدم التشجيع يعني بحكم المنطق ايقاف زحفهم الشيطاني عبر الاتجاهات وتضييق دائرة الخناق عليهم . أما النوع الثاني وهوَ الأكثر أهمية والأشدّ تأثيرا ضدّ أولئك المارقين الخارجين عن حدود القيم والأخلاق الانسانية النبيلة ، وهذا التصدّي يكون عن طريق التوبيخ واعلان الحرب عليهم بمنتهى الصلابة والشجاعة ، وكل فردٍ حسب موقعه في المجتمع . وللأسف الشديد أصبحَ المجتمع العراقي – الذي كان من أكثر المجتمعات شهامة وأخلاقا وشرفاً – مرتعاً وبيئة خصبة لذوي السلوك الشيطاني ولذوي الضمائر الميتة . وقد انتشرت الكثيرُ من الظواهر القذرة التي يتفنن أصحابها بأبشع الصور من أجل الكسب المادي غير المشروع . والأمثلة على هذا الأمر كثيرة جداً ، والجميع يعرفونها ويعيشون تفاصيلها اليومية باستمرار ابتداءا من السلطة التنفيذية ومرورا بالسلطة الدينية وانتهاءا بأبناء الشعب الذين لا حولَ ولا قوة لهم سوى التفرج على ما يجري صاغرين . فالى أين يتجهُ مجتمعنا وما هو المصيرُ المحتوم علينا بعد أن طفح الكيْلُ ووصلَ السيلُ الزبى ؟ ولستُ مُبالغاً ولستُ متشائماً أكثر ممّا ينبغي ، ولكن الواقع الملموسَ يفرض علينا الصور المرعبة – شئنا أمْ أبينا – والذي اختلط عليه الأمرُ ، و لم يعرفْ ما يحصلُ في المجتمع من جرائم بشعة في وضح النهار وأمام أنظار الكبير والصغير ، عليه أن يعرفَ الآن …. فمن هذه الصور المأساوية بيع لحوم حيوانات ميتة قبل ذبحها ، وقد اتسعَ مسرحُ هذه الظاهرة ليشمل أماكن كثيرة في العاصمة بغداد وفي المدن العراقية الأخرى . ومن هذه الصور أيضا بيع الأدوية من قبل أشخاص لا علاقة لهم بهذا الشأن اطلاقا ، حتى أصبحت بعض أرصفة الشوارع مكاناً مُميزا لعرض الأدوية والمستحضرات الطبية ومن مناشيء لا يعلمها الاّ الله . ومن هذه الصور عمليات النصب والاحيتال التي تمارسُها بعض العصابات المسنودة من قبل بعض العشائر عبرَ مواقع التواصل الاجتماعي في الانترنت . وقد أصبحت هذه الظاهرة وسيلة ممتازة لايقاع بعض المغفلين بشباك العلاقات العاطفية الوهمية ومن ثم حسم الأمر بالفصل العشائري الذي يكسرُ الظهر . ومن هذه الصور ظهور المافيات التي تستخدم المتسولين لجمع المال الحرام ، حتى أصبحت بعض المناطق حكراً لهذه المافية ولتلك المافية ، والويل كلّ الويلُ لمنْ يتجاوز على تلك المناطق . وهناك الكثير من الصور الأخرى التي لا مجال لذكرها ضمن هذا المقال القصير . ولكن المهم في الأمر أن سكوت المجتمع على تلك الأفعال القذرة وعدم التصدّي لها بمنتهى الحزم سوف يقضي على أحلامنا وأحلام أبنائنا للعيش بكرامةٍ وبسعادة ورغماً عن أنوف الجميع .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب