9 أبريل، 2024 7:17 م
Search
Close this search box.

التشيع المرجعي والتشيع المالكي..أيهما علوي؟/3

Facebook
Twitter
LinkedIn

تصرف شخصي أم إختلال عقائدي؟!
إنّ الممارسات الشخصية لا بد من إرتكازها على أيمان ولو نسبي بذلك المراس، فمهما طغت المصالح الشخصية وضربت المبادئ عرض الجدار، يبقى هناك نبض فطري يعود بالإنسان إلى جذوره.

في الواقع نجد هناك بعض الجذور المقطوعة تاريخياً وهذه تنتمي لمدارس مبتدعة في الإسلام، زُرعت من أجل ضرب الإسلام الأصيل ذاته..حزب الدعوة يمثل مصداقاً لهذا الخط الغريب والوافد إلى جسد الأمة، فهو لا ينكر محاكاته وتقليده وإعجابه بتجربة الإخوان المسلمين الإرهابية، وبالتالي فهناك شوائب كثيرة داخل منظومة حزب الدعوة الفكرية تدعوهم للتقاطع والعداء مع التشيع الأصيل.

المالكي هو المنفّذ لتلك الأفكار المعادية للتشيّع، بدليل قول حليفه مشعان الجبوري الذي ينقل عن المالكي قوله “أنا شيعي النسب سني العقيدة”.

والمالكي صادق بهذا التوصيف الذي لا يحتاج إلى إعتراف منه؛ فالعقائد التي يتبعها هو ومجموعته الحزبية ورجال الدين الذين يستظل بهم ويستظلون به؛ ينكرون كثيراً من ثوابت التشيع ويعتبرونها (خرافات)!. للتأكد من هذه الإنحرافات مراجعة منهج حزب الدعوة ومراجعه وعلاقة الدعوة بالمرجعية وإتفاقهم على التهجم على المراجع بأسماء وعناوين مستعارة.

إذن، طالما ينكر المالكي ومنظومته الحزبية ثوابت الشيعة، ويختلف مع مراجع الشيعة؛ فماذا بقيّ من إنتمائهم للمدرسة العلوية؟

هم لا ينتمون لهذه المدرسة المباركة، وقد خرجوا منها طوعاً، لكن إصرار اليوم على كذبة (تمثيلهم للشيعة) هي محاولة التسلق على الجمهور الشيعي وصولاً إلى السلطة المطلقة المتحكمة بكل شيء، والتي من شأنها تحقيق التغيير المرجو في عقائد الناس وأفكارهم. وبنفس الوقت هم يعملون على إستغلال أي ظاهرة تبعد الناس عن التشيع الأصيل المبني وفق الرسالة المحمدية عن طريق عدة سبل، أولها كسر الروحانية التي تمثلها المرجعية الدينية والمدارس الفكرية والسياسية المرتبطة بالمرجعية، وهذا ما نجده حاضراً في الحملات الممنهجة التي يخوضها فريق الدعوة ضد اتباع المدرسة العلوية، وهم يعتمدون في حملاتهم تلك على الأموال المنهوبة من الدولة وعلى الصرخات الشعبية المطالبة بالحقوق التي سلبها أساساً رواد حزب الدعوة وبمباركة واسناد المالكي. إن الكيان الخبيث ركب مؤخراً المطالَب المشروعة للعراقيين، وإستطاع إختراقها من خلال تصدير شعاراته المعادية للمذهب الشيعي والتي بها سب وقذف وشتم للمدرسة العلوية. محاولين إستغفال الناس، وخلط الأحداث، وليت الناس تسألهم؛ من كان يقود العراق وأوصله إلى الهاوية؟ ومن نهب ثروات العراق؟ من اين لإبنائكم كل هذه المليارات؟ لماذا فرغت خزائن البلد؟ من تبحّر بالتزوير حد القرف؟!

إنّها مواصفات فريق الجعفري والمالكي والعبادي، فريق لا يؤمن بعلي ولا بمبادئ علي..إنهم منحرفون لا عهد لهم ولا ذمة، إستخرصوا الخوض بأعراض الناس، فأذلهم الله وأخزاهم، وأي خزي أكبر من الجبن؟..هذه ساحات الوغى ليس لهم بها قطرة دم واحدة، يريدون حصاد النتائج فقط.

إنها الصفات الأموية ذاتها، ونتيجة قوم يتسلط عليهم أموي، ستكون الخسران المبين..

لقد نادت المدرسة العلوية وطالب بالتغيير، وأشارت إلى المصلحين؛ لكن لم يسمع أحد بل إستهزأ أكثرهم ووصفوا مرجعيات شيعية بالجنون. هو ذاته التاريخ، علي وأبناؤه بمواجهة الطغيان وأتباعه، ولا عجب إن رأينا أنواع البلاء في بلد يؤخر فيه العلوي ويقدم الأموي!..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب