إن أسهل وأسرع طريقة لتمرير المكر والخداع وتنفيذ المشاريع السلطوية وتحقيق المكاسب الشخصية في المجتمعات الإسلامية هي أن يُمَرَّر ويُغَلَّف كل ذلك بلباس الدين، ولذلك نجد أن الحكام والسلاطين وأدعياء التدين اتخذوا من الدين أفيونا لتخدير الشعوب، وسلب إرادتها وتجميد عقولها، كي يتحكموا في تفكيرها وسلوكها ومواقفها بالشكل الذي يخدم مشاريعهم ومصالحهم الشخصية، فيحركوا الشعوب متى ما كان التحريك يناسبهم ويسكتوهم كذلك، ثم تطور الأمر إلى أعمق من ذلك فصار التنوع المذهبي الوتر الذي يرقص على عزفه وأنغامه الحكام والأنظمة الفاشية والمراجع الكهنوتية…من هنا انطلقت إيران في مشروعها الشعوبي الإمبراطوري الذي يستهدف ابتلاع العالم العربي والإسلامي، فكانت المذهبية والطائفية المورفين الذي تصدره للشعوب، فرفعت شعار التشيع وحكومة التشيع وحماية التشيع لكي تستقطب الشيعة من جهة، وتؤجج الحقن الطائفي من جهة أخرى، من خلال اللعب على مواطن الاختلاف وصياغتها بأسلوب يؤدي إلى الفرقة والخلاف والقتال والتكفير، ولأن التشيع الحقيقي يستمد مبادئه وأصوله من القرآن والسنة النبوية الشريفة، ويرفض كل ألوان السب والتكفير والخرافات والبدع والغلو، وهذا ما لا ينسجم مع توجهات إيران الشعوبية ونزعتها القومية، التي ألبستها لباس التشيع، فراحت تفكر وبأسلوب شيطاني لابتداع تشيع جديد يخدم مشروعها، قائم على البدع والخرافات والغلو والسب والشتم والطعن بالصحابة وزوجات النبي، وإثارة الفرقة والقتال بين المسلمين، وتسطيح وتمييع تراث أهل البيت وسيرتهم الوضاءة، ودست فيها الممارسات والبدع والتزوير، فأسست التشيع الصفوي، الذي يستمد فكره وأدبياته من الروايات المدسوسة والسلوكيات المنحرفة للشذاذ من منتحلي التشيع الذين أسسوا لفِرق وحركات ضالة منحرفة لا تمت إلى التشيع الحقيقي بصلة، يرافق ذلك قمع أو تهميش أو إقصاء كل من يتمسك بالتشيع العربي الحقيقي ويرفض المشروع الإيراني، كما هو الحال مع المرجع العربي الصرخي، الذي فضح زيف وخداع ودموية التشيع الصفوي من خلال مواقفه وبياناته وخطاباته ومحاضراته، وقد عبَّر عن ذلك المتحدث الرسمي لمرجعية السيد الصرخي الحسني الأستاذ طالب الشمري في سياق الحوار الذي أجراه الإعلامي مصطفى أبو عمشه من صحيفة المدينة السعودية حيث كان مما جاء فيه مانصه :((الدين الإسلامي دين الرحمة والتسامح والوحدة والتآلف ، دين الإنسانية والكرامة ، دين الحرية والعدالة ، وعلى هذا النهج سار النبي المصطفى وأهل بيته الأطهار “صلوات الله عليهم” والخلفاء والصحابة “رضي الله عنهم” وأسسوا دولتهم التي امتدت أطرافها على شرق الأرض وغربها وكانت بقيادة العرب وشجاعتهم وإيمانهم وتضحياتهم حتى أدخلوا بلاد فارس في الدين ، وعلى هذا النهج أيضا سار أتباع أهل البيت من العلماء الربانيين الصالحين …، إلاّ أنّ الفرس أسسوا منهجاً للتشيع متظاهرين بالموالاة لأهل البيت “صلوات الله عليهم” مبنياً على سب صحابة النبي وأمهات المؤمنين والطعن بشرف النبي وأصحابه “رضي الله عنهم” وهو منهج أرادت منه إيران تحشيد الشيعة وتجنيدهم لتنفيذ مخططات توسعية وإعادة إمبراطورية هالكة قضى عليها الإسلام ، وهذا المنهج يعتبر أهل السنة نواصباً لأهل البيت ويجوز قتلهم وسلب أموالهم وإنتهاك أعراضهم وقتالهم هو طاعة لأهل البيت والأخذ بثارات الحسين وأهل بيته وهذا ما نشاهد تطبيقاته في العراق ولبنان وسوريا واليمن، فخرج المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني بمنهج واضح وجلي مجسِد سلوك أهل البيت “عليهم السلام” ، منهج العلم والحكمة والدليل والبرهان والمجادلة بالحسنى ، منهج العدل والتسامح والأخلاق والوحدة ، منهج إحترام رموز الإسلام وقادته وتضحياتهم وإنجازاتهم في خدمة دين النبي، منهج الاعتدال والوسطية، منهج تحريم سب الصحابة والخلفاء وأمهات المؤمنين “رضي الله عنهم”…هذا هو الفرق بين التشيع العربي الأصيل الذي يسير عليه السيد الصرخي الحسني حفظه الله وبين التشيع الصفوي الذي تسير عليه إيران ومن سار في فلكها ، كما أنّ التشيع الصفوي مبني على أساس العشوائية وتشكيل العصابات والمليشيات ودعمها ودعم الفاسدين السارقين لأموال المسلمين ، وأما التشيع العربي فهو مبني على العلم والاستقراء الصحيح للأحداث وبناء الدولة المدنية التي تضمن حقوق الجميع)).فما يجري من جرائم وانتهاكات لم يسبق لها نظير في تاريخ البشرية وانحرافات فكرية وسلوكية في العراق وسوريا ولبنان وغيرها هي من إفرازات سرطان التشيع الصفوي الذي صدرته إيران ومرجعياتها الكهنوتية لدول المنطقة، فالتشيع الصفوي وداعش وجهان لعملة واحدة، هذا إن لم نقل أن التشيع الصفوي قد فاق داعش في إجرامه وشذوذه وخطره، لأنه يُمَرَّر تحت مظلة الفتوى والقانون وباسم التشيع كما هو الحال مع الحشد الطائفي الصفوي الذي تأسس على خلفية فتوى السيستاني الإيراني، كما وان سياسة التشيع الصفوي هي التي ولَّدت حواضن لداعش وتسببت في دخوله….