الكتابة الموضوعية هي الكتابة التي ترجو حقيقة الحدث ، اهمية الحدث ، ابعاد الحدث ، وعلى الطرف الاخر هنالك كتابة تشويه الحدث ، والتشويه باسلوبين اما الطعن بقيمة الحدث او نشر خزعبلات بحجة اعلاء شان الحدث فيلتفت اليها القارئ باعتقاده انه متمسك بالحدث وهذا الاسلوب اعتمد مع نهضة الحسين عليه السلام الرائعة بكل مضامينها .
للاسف الشديد اقولها ان كتاب الامام الحسين (ع) واصحابه تاليف فضل علي القزويني وتحقيق السيد احمد الاشكوري اولى اهتماما كبيرا للمعجزات والكرامات التي بعضها ان لم تكن اغلبها صعبة الاثبات والتصديق وهذا الاهتمام صار على حساب ابعاد نهضة الحسين على مختلف الاصعدة .
في ص 287 ليلة عاشوراء ان الحسين عليه السلام “ارسل ابنه في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا ليستقوا الماء وهم على وجل شديد واتوا بالماء ثم قال لاصحابه قوموا فاشربوا من الماء…” … انتبهوا هذا ليلة عاشوراء .
وفي صفحة 288 يقول المحقق في رد شبهة حول تصرف الحسين عليه السلام حيث انه استخدم النورة ليلة الجمعة ولكي يدفع الاشكال كيف استخدم النورة بدون ماء؟ يقول المحقق “امكان التدبير في اجزاء النورة بحيث يزيل الشعر ولا يحترق ولا يحتاج الماء ” وبدا يعلل ذلك كيمياويا الى ان قال يمكن مزجه بالمسك .
اقول ان المحقق اثبت في نفس الليلة حصلوا على الماء كما جاء في الصفحة التي قبلها وهذا يدفع الاشكال هذا اولا ، وثانيا انشغل المحقق في اثبات جواز استخدام النورة ليلة الجمعة ، وثالثا لا اريد ان اتحدث سند الرواية ولكن اقول ان كان الحسين عليه السلام يزيل الشعر من جسده وهو في موضع يعلم به ما سيحصل له فما راي الذين يلطخون اجسادهم بالطين؟ واخيرا هل هذا حدث يستحق التحقيق ورد الاشكال ؟
في ص 353 ان الحسين عليه السلام منعوه الماء ثلاثا اي ثلاثة ايام لم يذق الماء وذكر كثيرا معاناة الحسين من العطش، بينما ذكر في صفحة 287 ان ابنه جاء بالماء ليلة العاشر فكيف التوفيق بين الروايتين ؟
وبدا المؤلف والمحقق ذكر بطولات الحسين عليه السلام منها انه قتل الف وتسعمائة وخمسين اموي ورواية اخرى الف وستمائة ، وذكر كذلك ان فرسه قتل العشرات منهم اضافة الى ما قامت به ناقته ؟ وهذه الرواية تجعل القارئ يشكك ليس بشجاعة الحسين بل النهضة كلها لانها لا تحتاج الى هكذا ضروب من الشجاعة ورحم الله الوائلي في رده على هذه الارقام، طبعا الروايات كثيرة لا يمكن الرد عليها بمقال .
وفي ص288 ذكر ان اصحاب الحسين عليه السلام استعجلوا القتال وتمنوا الشهادة لاجل معانقة حور العين ، هل يعقل ان قتال الصحابة من اجل حور العين ؟
ثم ذكر المحقق فصلا ورد شبهة حول عمر الحسين عليه السلام وانه ولد في الخامس من شعبان ( ص/354) ، بينما المشهور والمعروف انه ولد في الثالث من شعبان ،
ص/403 يقول ” وامر ابن زياد ان يوطأ صدر الحسين وظهره وجنبه ووجهه ” لا اعلم هل ابن زياد كان موجودا يوم العاشر ؟
طبعا المحقق كان متنبها للاخبار التي تثير الخلاف فقد ذكر في ص /355 ” ومن قال انه ـ استشهد ـ في شهر صفر ليس غرضه الا ايقاع الخلاف بين المسلمين ”
ص/348 ذكر اربعة عشر قولا في من قتل الحسين عليه السلام واحتز راسه اي ذكر اربعة عشر اسما وهذا يعني رواية سند ومتن ليتاكد لدينا كم كانت درجة الوضع كبيرة لاثارة الغبار امام عين القارئ لان اصل النهضة لا يستطيعون المساس بها ، وفي نهاية التحقيق ذكر المحقق ان المشهور هو الشمر من قتله واجتز راسه الشريف .
ص 328 ذكر ايماءات بين الحسين عليه السلام وفرسه ” قال الحسين انت عطشان ـ اي الفرس ـ وانا عطشان ، والله لا ذقتُ الماء حتى تشرب ، فلما سمع الفرس كلام الحسين عليه السلام شال راسه ولم يشرب كانه فهم الكلام ” …. من نقل الحديث ؟ وبعيدا عن صحته من عدمه فهل نهضة الحسين عليه السلام تحتاج هكذا رواية ؟
ص/302 ذكر “رواية للامام الصادق عليه السلام ان النصر نزل على الحسين عليه السلام وانه خُيّرَ بين النصر او لقاء الله ، اختار لقاء الله ”
بمعنى ان الحسين يوم العاشر كان على وشك الانتصار عليهم ، وهذا امر محفوف بالاستفهامات ، والاشكال الاخر اذا الحسين اختار الشهادة على القضاء على جيش يزيد فبقاء يزيد وجرائمه بحق المدينة والكعبة الا يمكن اعتبار ان الحسين عليه السلام هو من مكنه لانه كان بمتناول يده في دحره؟ ومن يقاتل يضع نصب عينيه النصر قبل الشهادة .
ذكر في ص/314 حدث فيه ابهام وهو ان جيش عمرلم يقدروا على ان ياتوهم الا من وجه واحد لاجتماع ابنيتها ، ولاجل ذلك ارسل رجالا يقوضونها عن ايمانهم وعن شمائلهم .
قالالا ان اصحاب الحسين تمكنوا منهم وقتلوهم … ثم امر ابن سعد قائلا احرقوها بالنار ـ اي البيوت ، ولما جاءوا لكي يحرقوها قال الحسين دعوهم فليحرقوها فانهم لو حرقوها لم يستطيعوا ان يجوزوا اليكم”
لنا وقفة هنا، ما المقصود بالبيوت هل هي الخيام ام ان هنالك كانت بيوتا ؟ وان كان المقصود بالخيام فالخيام احرقت يوم العاشر بعد استشهاد عيال واصحاب الحسين عليه السلام وكيف يتركهم الحسين لحرق خيام عياله؟ وان قيل بيوتا فلمن تعود هذه البيوت ؟