19 ديسمبر، 2024 1:57 ص

التشكيلة الجديدة وفقاعة ثالوث سيبتلع أبناء الوطن!

التشكيلة الجديدة وفقاعة ثالوث سيبتلع أبناء الوطن!

العراق كبير بما يكفي لإحتضان أطيافه ومكوناته، فهو عظيم بماضيه، وحاضره، ومستقبله، وهذا تحديداً ما يحاربه الأعداء عربياً، وإقليمياً، ودولياً، وما يشهده البلد حالياً من تخبط في العمل السياسي، إنما جاء نتيجة عدم الإستماع، الى المبادرات، والإصلاحات، والمطالبات، حيث تقدمت بها المرجعية الدينية الرشيدة، وبعض الكتل السياسية المعتدلة، التي تمتلك رؤية سياسية متكاملة واقعية، لو أنها طبقت لما وصل الوضع، لهذا الحد من الفوضى السياسية! يعاني العراق اليوم من تقاطعات سياسية كبيرة، معظمها يلتقي حول حلقة المكاسب، والصفقات، والمناكفات، إذن هي النفس الأمارة بالسوء، وإلا ما الذي إستفاده بعض أعضاء مجلس النواب، من تمثيل حلقة برلمانية هزيلة الخميس الماضي، ولأجل ماذا؟ وبأي سياقات دستورية تم الركون إليها، لإجراء تغيير سياسي نوعي، في العمل التشريعي والرقابي وبدون مقدمات، والدعاية الإنتخابية لهؤلاء النواب الشرفاء فجأة، لتنفيذ الإصلاحات بسرعة، وعلى الملأ وشاشات الفضائيات! الإستقرار الأمني والسياسي، هو جلُّ ما يريده الشعب في الوقت الراهن، حيث علامات النصر لاحت، بتكاتف الجيش والحشد، والعشائر، لذا لسنا بصدد خلق أزمات جديدة، وعراقنا يخوض حرباً ضد الإرهاب نيابة عن العالم، والأجدى بهم أن يقروا تشريعاتهم وقوانينهم بشكل موحد، لا أن ينقسم البرلمان لنصفين، فالمهم إستثمار الفرص، ودعم الحكومة والدولة، وتجاوز العقبات الحزبية والطائفية لأجل العراق، لأننا مؤمنون بأن إنتصارنا محتوم بإذنه تعالى!إشاعة التشكيلة الوزارية الجديدة، ما هي إلا فقاعة ثالوث طائفي، غير منطقي بالمرة، ولا يمس حرفاً لكلمة تكنوقراط، وإذا كانت حكومة الفشل بولايتين، قد أضاعت وأهدرت ما لا يعده إلا الباريء سبحانه، فإن هذه التشكيلة ستبتلع ثروة العراق، وسيغلقون موازنته على الرقم صفر لا محالة، على أنهم لم يفهموا التكنوقراط المستقل، وهؤلاء النواب يريدون تشكيلة بأسمائهم، لتغريدة نائب معتصم نائم، إستيقظ على حملة حاكموه وبقوة!توهم بعض البرلمانيين، أن الشكل الإيجابي للإصلاح، يبدأ بتغيير الرئاسات الثلاث، ونشر فراغ سياسي كبير، يعطي الفرصة لنزاعات، ومهاترات تستمر طويلاً، ليتمكن الفاشلون المنبطحون، من العودة للمشهد العراقي، وتصفية حساباتهم المشبوهة، وللتغطية على جرائمهم، ولأنهم لا يعترفون بأنهم مذنبون، بدأوا بالتخبط داخل حقيبة للصيد، كلٌّ يريد تشكيلة وزارية على مزاجه، وتغافلوا عن وثيقة الإصلاح الوطني، التي طرحها السيد عمار الحكيم، بالإتفاق مع الكتل السياسية الأخرى! أيها البرلمانيون المعتصمون، أفحكم الجاهلية تبغون؟ أيصح تشكيل حكومة وزراؤها عاثوا بالأرض الفساد، ويتزعمون قرارات الإصلاح وهم مفسدون؟ وهل وهم الإنتصار يراودهم، كأن على رؤوسهم الطير، فيسيئون تفسير حلمهم؟ وشبه البرلمان المنحرف، لا يمتلك قيماً ومعايير للنزاهة، ليصدق الشعب بها، لكنني أوجه لهم هذه العبارة المأثورة: (إن المذنبين لو أرتبطوا ببعضهم وكونوا قوة، فعلى الشرفاء القيام بعمل الشيء نفسه) وبذلك لن يستطيعوا إبتلاع العراق أبداً! 

أحدث المقالات

أحدث المقالات