قوائم فازت وآخرى خسرت وبإنتظار تشكيل الحكومة، ومستقبل العملية السياسية مرهون بطبيعة قراءة المشهد، وتشكيل الحكومة ومكوناتها، والطبيعة التي تدعو هذا الطرف للتحالف مع ذاك، وليس بعيد عن آثار التقارب والإنفراط قبل الإنتخابات، وعمر القائمة الإنتخابية ومقتضيات مصلحة القوى حين الدخول في تحالفات إنتخابية، ومدى إنعكاس تماسك القوى قبل وبعد الإنتخابات.
سجلت معظم الأحزاب كيانتها في مفوضية الإنتخابات في آخر شهرين وبحدود 200 حزب، وفي آخر أسبوعين عُقدت تحالفات وآخرى إنفرطت على عُجالة.
أفتتح موسم الإنتخابات سوقاً على رصيف الحاجة والإرادة العراقية، كسوق رصيف ينتظر موسم ومن ثم يلملم أغراضه لحين موعد الموسم الآخر، وشرعت أبواب تحالفات وأحزاب طارئة، وبالنتيجة منها من دخل في تحالفات، وعدد من الأحزاب دخلت تحالفات وآخرى إنفرطت نتيجة حسابات إنتخابية، وبقراءة بسيطة للتحالفات الفائزة والكيانات المتحالفة، يبدو إنها ستبتعد في المواقف، عن ما جمعها في المشروع الإنتخابي، ونفس الهدف سيعجل أطرافها بالتفكير ملياً بالإلتصاق بمن هو أكثر فائدة ومكسب تنفيذي.
كل القوى السياسية ترفض التوافقية والمحاصصة وتعتقد قاصرة، بأنها السبب الوحيد للفساد والفشل، وترى أهمية تقارب القوى بالبرامج في حال تشكيل الحكومة، بينما تعمل بسباق على الإلتحاق بأطراف تضمن من خلالها أكبر عدد من المصالح، ولم تعتد القوى على الذهاب الى جبهة المعارضة طوال الدورات السابقة، وعملت في الحكومة والمعارضة بنفس الوقت، كون من يصل الى السلطة تدر عليه وحزبه منافع جمة، وتتحول الوزارة الى دائرة حزبية، لا تسمح بنفوذ حتى الأحزاب المشاركة الآخرى، وبذا دور المعارضة يعني عزلة سياسية وتنفيذية ورقابية، وتراجع إنتخابي مستقبلي.
إن سعي القوى السياسية للتسابق على السلطة، وتشكيل معظمها تحالفات هشة لا هثة خلف الملذات والمكتسبات، ستكون تلك الطموحات عراقيل بطريق بناء إستراتيجيات رصينة، وستتغلب المصلحة الخاصة للكيان على حساب الكتلة، وهذا ما يسهم بإنهيارات كتل بذاتها وتضعفها تفاوضياً ومشروعاً، وستتدافع الإنتهازيات للمساومة داخل الكتلة أو مع كتل آخرى، وتعجل بإنفراط عقد مصلحي وقتي، وأسرعها تلك الكتل التي دخلت بآيدلوجيات مختلفة ومنها المتقاطعة قبل الإنتخابات، وما تزال تعيش عقدة التقاطع والتنافر والتوجس فيما بينها.
أختلاف الرؤى داخل الكتلة الواحدة، سيربك المشهد، وسيبدأ بإعتراض بسيط، الى خلافات وإنشقاقات تعقد المشهد وتحصر مفاوضات تشكيل الحكومة في زوايا ضيقة، وأن عبرت موقف التشكيل فأنها ستخلق عراقيل مستقبلية.
بعد إنتهاء الإعلان النهائي لنتائج الإنتخابات، ستتحدث القوى داخل كل قوة حسب وزنها وعدد مقاعدها، وبين هذا قوى كبيرة تراجعت مقاعد حزبها بسب تحالفاتها وأن زادت مقاعد الكتلة، فيما زادت مقاعد أحزاب جديدة أو خاسرة بسبب دخلوها في هذه الكتلة، وهناك في بعض الكتل فرق في مقعد أو مقعدين بين حزب وآخر، فيما ستكون حصتها منصب وزاري واحد وهنا يبدأ الخلاف، وأحزاب تختلف أيدلوجياً مع رئاسة القائمة، وهذا ما يدفع بعض القوى للخروج والإلتصاق بمن هو أكثر فائدة من القائمة الإنتخابية، ويسغلقون دكاكينهم داخل الكتلة تلك، مثلما اغلقت أحزاب دكاكينهم بعد الإنتخابات، لتعود بها بعد أربعة سنوات، ومثلما يفكر الصغار في موقع أكثر ربحاً، ستفكر التحالفات في ذلك.