17 نوفمبر، 2024 12:39 م
Search
Close this search box.

التشرينيون عائدون

التشرينيون عائدون

بين حين واخر يسألني اصدقاء اعزاء عن ما آلت اليه ثورة او انتفاضة تشرين الشعبية التي انطلقت بقوة في تشرين الاول من عام 2019 واستقطبت اهتماماُ استثنائياً كونها رفعت شعاراً وطنياً ” اريد وطن ” لخص كل تطلعات المواطنين .. وعن سر هذا الصمت والهدوء برغم تأزم الاوضاع سياسياً واقتصادياً واجتماعياُ ؟ فغالبية المواطنين يعيشون ازمة معيشيه خانقة احد اسبابها هذا الارتفاع الجنوني بسعر صرف الدولار ازاء الدينار العراقي واستغلال التجار هذا الامر فيرفعوا اسعار المواد الغذائية الاساسية مع فشل حكومي في الحفاظ على قيمة الدينار العراقي ازاء الدولار الاميركي مع صمت مطبق لاعضاء مجلس النواب الذين يدعون انهم يمثلون الشعب ..وهنا لابد من توضيح مسألة مهمة وهي انني لا ازعم ان هنالك من علاقة مباشرة مع تنسيقات تشرين او احد ابطالها وهو ما يفتخر به كل عراقي وحسبي هنا ان اكون مواطناُ حرص على مساندة انتفاضة تشرين المباركة منذ انطلاقتها الاولى بالمشاركة والحضور في ساحة العز ساحة التحرير في بغداد ومواكبة احداثها وهو ما منحني فرصة التعرف على عدد من ابطال تشرين شباب وكبار سن ونساء والتواصل المستمر معهم ومناقشتهم بشأن خططهم المستقبليه وافكارهم ما يدعوني الى القول بثقة بان التشرينين عائدون الى ساحات العز ساحات الاحتجاج وبقوة واصرار على الاقتراب كثيراً من تحقيق تطلعات الشعب ان لم نقل تحقيقها .. نعترف هنا بان انتفاضة تشرين تعرضت لضربات موجعة اكثرها خطراً كانت ضربهم من ادعياء الاصلاح ممن حاولوا ركوب موجة الانتفاضة والمتاجرة بدماء واروح الشهداء والجرحى اضافة الى نجاح احزاب السلطة بشراء بعض ضعاف النفوس من المحسوبين على انتفاضة تشرين ناهيك عن الاعتقالات والمطاردات التي لم تتوقف وتصفية البعض منهم .. غير ان كل هذا برغم قساوته اعطى شباب تشرين خبرات ودروس وصقل تجربتهم السياسية وقدرة على رسم ملامح تحركاتهم المستقبلية لتكون اكثر فاعلية باتجاه التغيير .. فالتشرينيون يريدون لا نطلاقتهم الجديدة ان تكون قوية ومؤثرة وتستقطب اكبر عدد من المواطنين لذا فانهم دأبوا على لقاء عدد غير قليل من الشخصيات الوطنية للاستفادة من خبرتهم في مجال التحرك الجماهيري وتنسيق الجهود معهم وتنظيم حملات توعية شعبية لحث المواطن على المشاركة الفاعلة في الاحتجاجات لانه اي المواطن هو مصدر قوة وديمومة اي انتفاضة .. وهنا بودنا تأكيد جانب مهم يتعلق بمسؤولية الاحزاب والشخصيات الوطنية يتمثل بضرورة توحيد صفوفها ووضع حد لحالة التشرذم القاتلة التي تمنح احزاب المحاصصة فرصة البقاء اطول فترة ممكنة لقيادة العملية السياسية والهيمنة على مقدرات الوطن .. آن الاوان لاعلان جبهة معارضة واسعة بالتنسيق مع التشرينين والاتفاق على برنامج عمل يضع حداُ لما يتعرض له المواطنين من قهر وسلب ابسط حقوقه في حياة كريمة .. وينيغي التثقيف بعدم اليأس فثورة تشرين مستمرة والتشرينيون عائدون عائدون .

أحدث المقالات