23 ديسمبر، 2024 10:03 ص

التشدد و الاعتدال في إيران وجهان لعملة واحدة!

التشدد و الاعتدال في إيران وجهان لعملة واحدة!

رويدا رويدا، يبدو إن الضجة التي أثيرت بشأن الاعتدال في إيران في ظل النظام الحالي القائم، باتت تخفت و حتى تکاد أن تصبح همسا بعد أن لم يعد هنالك من يرغب بالاستماع لقضية الاعتدال، خصوصا بعد أن تأکد للمتابعين و المراقبين من ان الامور کلها ليس تجري بسياقها السابق فقط وانما أيضا نحو الاسوء من ذلك.
الانتخابات السابقة التي جرت قبل فترة في إيران”البرلمان و مجلس الخبراء” و تواترت التقارير عن تحقيق جناح رفسنجاني ـ روحاني الفوز فيها، دعت البعض من الذين صدقوا بأن هناك فعلا إعتدال في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، الى إطلاق العنان لمخيلتهم ليرسموا أحلام وردية بشأن”تغييرات”و”تحسينات”في بنية النظام القائم، لکن لم تمر سوى فترة قصيرة على الانتخابات حتى تأکد لهذا البعض بإنهم کانوا يعيشون أحلام اليقظة.
قيام المرشد الاعلى للنظام في إيران بتعيين أحمد جنتي(90) عاما، لمنصب رئيس مجلس الخبراء بعد أن جاء في أخير القائمة، في الوقت الذي راهن في البعض من الذين کانوا يحلمون بأن يهيمن تيار رفسنجاني ـ روحاني على ذلك المجلس فيقوم بإقصاء خامنئي و تحديد قيادة جماعية بديلة تتجاوب”حسب ظن ذلك البعض”، مع مطالب المجتمع الدولي، لکن فرض جنتي من قبل خامنئي و کذلك إختيار لاريجاني مرة أخرى کرئيس للبرلمان، أکد للعالم بأن تيار”وهم الاعتدال و الاصلاح”، لم يفعل شيئا مطلقا وان کل شئ باق على حاله.
(تنصيب أحمد جنتي على رئاسة مجلس الخبراء نهاية وهم الاعتدال)، هذا کان عنوانا لندوة عقدت بمبادرة من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عقدت ندوة صحفية يوم الإثنين 30 أيار/مايو بمشاركة كل من الدكتور محمد السلمي المحلل والكاتب السعودي رئيس مركز الدراسات الإيرانية والسيد صالح حميد المحلل السياسي وناشط حقوق الإنسان من الأهواز ود. سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. في هذه الندوة، تم ترکيز الاضواء و بدقة على قضية إختيار جنتي لهذا المنصب و کيف إن ذلك قد کشف زيف و کذب الاعتدال بل وحتى أثبت عدم مصداقية الانتخابات و تأثيرها في مجريات الامور في ظل هذا النظام.
الندوة قد أکدت حقيقة سبق و أن أکدتها المقاومة الايرانية من إنه ليس هنالك من أي إعتدال أو إصلاح في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وإن مايعلن عنه بخصوص ذلك ليس إلا محاولة لإنقاذ النظام و العبور به سالما الى الضفة الاخرى، خصوصا عندما قال صالح حميد بأن مشروع الاصلاحيين يهدف الى”ابقاء النظام باي ثمن. وهذا يؤكد على الحديث الذي يقول ان كل المحاولات سواء اكانت الانتخابات التي تجرى والوعود التي اطلقها روحاني وحتي التفاوض مع الغرب والتوصل الى اتفاق نووي كل هذه القضايا تصب في إطار الحفاظ على النظام.”، أما الدکتور محمد المسلمي، فقد کان دقيقا جدا عندما وصف ماقد جرى في مجلس الخبراء و البرلمان بأنه”لعبة سياسية يمسك خامنئي بكامل الخيوط”، وهذه هي الحقيقة التي يجب على العالم أن ينتبه إليها دائما طالما بقي هذا النظام.