لم تكن حياة الآثنين خصبة علميا وثقافيا بالمعنى الحرفي للكلمة، انما هي مزيج من تراكم خبرات اتاحتها لهم بيئات معينة وظروف استثنائية ساهمت في وضعهم الحالي كقادت مرحلة في العراق اليوم . وعند المقارنه في التقابل الشخصي بينهما ، اذ يتميز الاؤل بشخصية مواربة ، والثاني بشخصية تلقائية عفوية لاتجيد فن التمثيل كما هو شآن الشخص الاؤل . ولابد من مقاربة تتيح عملية المقارنه علي اكثر من صعيد ، بعدما اصبحت حاجة الرمز الديني وسلية مثالية في تطويع العمل السياسي في العراق والمنطقة ، ويصبح قادت التيارات الدينية في العراق صناع الحكومات والوزارات وتغييرها انى شاؤا . لكن لنرى مديات التشابه في تطويع العقائد الدينية والمثل الاخلاقية في كسب الجماهير والمريدين لدى الطرفين ؟ السيد عمار نشآ في قم تحت رعاية ايرانية خاصة ودرس في مدارسها ، وتحصل علي الاؤليات في العلوم الشرعية ، وكان مشابهاً في السلوك والممارسة لوالده السيد عبد العزيز الحكيم المولع بتدخين الغليون حتى الاصابة بسرطان الرئة في العام ١٩٩١ اذ تاكد لهُ ذلك في لندن ومنع من التدخين إلا انهُ ابى الإ ان يموت من اجل دخان الغليون ، اضافة إلى الاهتمام بالاستجمام والاناقة والسفر ، فكانت حياة والد عمار خصبة بالمناورات وحب الظهور ، ناهيك عن ضلوعه في الكثير من الاعمال الارهابية عندما كان الامين العام لحركة المجاهدين العراقيين . اضافة الى الدور الذي لعبه ابان عملية التحظير للغزوا الامريكي للعراق ، والمساهمة في تبديد ثروات العراق والمطالبة بتعويض ايران مبالغ طائلة تصل الى الف مليار دولار لإعادة اعمار ماخربته الحرب الايرانية العراقية فيها . والمسلسل الدرامي معروف في بداية دخوله مع الجيوش والمرتزقة ، مهما يكن من الآمر هنا، تبقى هذه المقارنه عابرة لآن المهم ليس هنا، بل في المزج الذي شاء الاثنان ان يعبران عنهُ ، وهو مزج مبرمج لتكثيف خطاب المظلومية وتعبئته بالمشاعر المكبوته طيلة سنوات القهر التي خضع لها الشعب العراقي ، واختزال هذا في شخصية المنقذ الرمز الذي هو السيد مقتدى والسيد عمار فيمابعد ، إن عملية التوآمة في صناعة الرموز والقادة والاحزاب انماهي في حقيقة الامر صناعة ايرانية صرفة ، الهدف منها هو خلق عملية توازن دينامية تستهدف فرملة كل الاطراف ، والدخول في عملية صراع دائم ومستمر يحتكم فيه الاثنان لنفس المصدر ، ممايتيح لها آن تبقى اللاعب الاساسي في صناعة القرار العراقي الذي هو يتراوح اليوم بين عمار ومقتدى .