هناك نقاط تشابه كثيرة بين حزب الدعوة الإسلامي وبين حزب الإخوان المسلمين وبالمقابل هناك نقاط اختلاف اكبر بينهما , سأبدأ بنقاط التشابه وهي كلا الحزبين أحزاب سياسية بصبغة دينية وكلاهما صارعا الأنظمة الحاكمة لعقود من السنين وتجرعوا ويلات المطاردة والملاحقة والاعتقال وغيرها في سبيل الوصول إلى سدة الحكم ومن الطريف إن كليهما وصلا سوية تقريبا إلى سدة الحكم بفارق بسيط من السنين أما نقاط الاختلاف فأننا نراها عندما نقارن ما فعله الدعووين عندما تسلموا زمام السلطة وبين ما فعله الإخوان وسأبين بعض منها بنقاط :
• عندما دخل الرئيس المصري الأخواني الدكتور محمد مرسي القصر الرئاسي ليؤدي القسم الدستوري وكان معه واحد من كبار القادة العسكريين وكان يعرفه بالقادة والضباط الواقفين في القاعة وعندما وصلوا إلى احد القادة قال الرئيس مرسي لا تعرفني به فأنا اعرفه جيدا لأنه اعتقلني مرتين وابتسم مرسي ومد يده إلى كتف الضباط مطمئنا له ومسامحا من باب عفا الله عن ما سلف ومن باب فتح صفحة جديدة في تاريخ مصر , أما الدعووين فأنهم وما أن دخلت جيوش الاحتلال إلى العراق في 2003 وأسقطت النظام الحاكم وأسقطت العراق بأسره بدأ الدعووين بحملات الثأر مثل اجتثاث حزب البعث على بكرة أبيه والكل يعرف إن البعث كان الحزب الأوحد في العراق وكلنا كنا بعثيين شئنا أم أبينا طبعا اقصد بكلنا عراقيو الداخل واستثني من كان يتسكع خارج الوطن .
• الدعووين ومن معهم من زبانية أول ما قاموا به هو حل الجيش العراقي هذا الجيش الباسل المتمرس الذي خاض الحروب واستبدلوه بمليشيات وعصابات ومرتزقة أما الإخوان فأعلنوا احترامهم للجيش المصري الأبي واحترامهم وإجلالهم لقيادته .
• الدعووين ومن معهم من زبانية أول ما قاموا به هو اجتثاث وملاحقة واعتقال وقتل كل أفراد الأجهزة الأمنية والمخابرات والاستخبارات العراقية أما الإخوان فأنهم لم يطاردوا أحدا من الأجهزة الأمنية علما إننا نعلم إن الأجهزة الأمنية في كلا البلدين العراقي والمصري وفي كل بلدان العالم هي أجهزة قمعية فهذا هو أسلوب عملها ,لكننا نرى أسلوب التعامل الأخواني الذي يفتح صفحة جديدة وبين أسلوب الانتقام الدعوي, علما إن الأجهزة الأمنية الدعوية الحالية فاقت بمراحل ومراحل الأجهزة الأمنية في النظام السابق فقد طورت نفسها وبدأت تستخدم أدوات النجارة والحدادة والسباكة من مثقاب ومطارق وغيرها من اجل إلصاق التهم بالأبرياء وكثر أعداد من يموت أثناء التحقيق .
• الدكتور مرسي تخرج مهندسا في بداية السبعينات من جامعة مصرية وفي نهاية السبعينات أكمل الماجستير وفي مطلع الثمانينات أكمل الدكتوراه في أمريكا وعمل هناك لسنوات ومن معه كلهم أناس أكاديميون على عكس الزبانية الذين يحكموننا في العراق فان اغلبهم يحملون شهادات مزورة ولا ننسى محافظ بابل الذي تخرج من ثانوية دجلة الذي اكشف بعدها إنها ثانوية للبنات وانه يملك دكتوراه في حب الحسين وسبط رسول الله براء منه ومن حبه .
حماك الله يا مصر وأعزك وأظلك بظل الأمن والأمان أما انتم يا دعووين فاعلموا إن الانتقام لا يولد إلا انتقام اكبر وبما أن الله سبحانه وتعالى يقول ( تلك الأيام نداولها بين الناس) فقطعا غدا ستزول عنكم السلطة طبعا غدا هذه لا يعلمها إلا الله ونتمنى على الله أن تكون في القريب العاجل ومتى خلعتم من السلطة فابشروا بانتقام له أول وليس له أخر بعد ما فعلتموه بالعراق والعراقيين من تهجير وتنكيل واعتقال وإرهاب وقتل وانتهاك للأعراض للحرمات ونهب للمال العام حسبنا الله ونعم الوكيل وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .