12 أبريل، 2024 4:50 م
Search
Close this search box.

التشابه بين المنظمات الصهيونية والنظمات التكفيرية – 2 

Facebook
Twitter
LinkedIn

تكلمنا سابقا عن اوجه التشابه العامة بين الصهاينة والتكفيريين ونكمل الحديث الان ولنسال  ماهي اوجه التشابه المميزة والخاصة بينهما ؟ وللجواب سنتطرق لبعض جوانب التطابق والتماثل بينهما :
1- تحريف الدين : هو صفة مشتركة لهما وقد ذكرناه سابقا .
2- الارهاب : هو سلوكهما ومنهجهما وقد ذكرناه ايضا . ولكن هل هناك تشابه في التنفيذ وفي المستهدفين من العمليات الاجرامية ؟ و في زمننا الحالي هل هناك تشابه وتشابك في الاهداف فيما بينهما ؟
ان العمليات الارهابية تتشابه الى حد بعيد الا فيما يخص الاسلحة المستخدمة في القتل والتدمير لان طبيعة التسليح مختلفة و اختلاف امكنة التواجد وازمنة التنفيذ والفرص المتاحة لكل منهما رغم تشابه التمويل والحواضن لهما  والذي سنتطرق له لاحقا.. ولتوضيح الصورة ميدانيا وواقعيا حول الطبيعة الاجرامية الواحدة المتاصلة فيهما ووحدة الاهداف والمستهدفين لناخذ بعض الامثلة الواقعية ..  فالحركة الصهيونية جريمتها الكبرى معروفة ضد وطن وشعب باكمله ( فلسطين وشعبها ) ولا يمكن ان نجد  اي جهة متطرفة وارهابية فعلت وتفعل مثلهم فقد  الغت وطنا ولا تريد ان تبقي اسمه موجودا ولا تاريخه ولا حضارته  وتريد ان تقتل شعبه او تجعله بلا هوية ومشردا في جميع ارجاء العالم و ملاحقته اينما وجد وبلا اي ذنب ارتكبه هذا الشعب, وهذه الحركة تبيح لنفسها قتل العرب وتهجيرهم والاستيلاء على كل ممتلكاتهم وتؤمن بالتمايز العرقي والفوقية والريادة والقيادة وفي مقابل  شخص معتدي  واحد منهم قد يقتل  ممكن قتل الالاف ولا وجود لمسمى دول عربية او امة عربية ولا وجود للمسيحية او الاسلام ولكل رموزها ومقدساتها , اذن هي تقول : انا وفقط والجميع عبيد لي واستطيع ان افعل بهم ما اشاء ولا يمكنني محاورتهم او الاستماع اليهم او اعطائهم اي حقوق ولابد ان يطيعوا ويقبلوا بي وبكل فكري وفعالي ويخدمونني والا فالويل كل الويل لهم ولا محرمات او حدود فكل شئ مباح لي ولا يمكن ان يمنعني احد ان اذهب لاي مكان في العالم لقتلهم ولا يحق لاحد في هذا العالم  ان يعترض على اي فعل اقوم به بل ان يساعدونني فيه سواء كان احتلال او هجوم وقتل وتدمير او اغتيال او تهجير واي شئ اخر اراه مناسبا لي ولسيطرتي وتفوق عرقي !!.. ولو ترك الصهاينة بلا مقاومة لمشاريعهم وارهابهم لفعلوا كل شئ في بلادنا ومع شعوبنا فهم شر مطلق لا يرجى منه خير ابدا ,والمستهدف الاكبر لعدوانهم حاليا هو من يقاومهم ويفضحهم ويريد ان يرجع الحقوق لاهلها ويطلب العدل والمساواة والمدافع عن دين الله وشرعته , ولضرب المقاومين ومن يحتضنهم فهم يدمرون بيوتا ومدن ويقتلون اطفالا ونساء وشيوخا ولا قوانين اواعراف ومواثيق يلتزمون بها بل يجوز لهم فعل الجريمة باكملها , ولا يعرفون غير الاجرام والارهاب طريقا لتنفيذ مخططاتهم وما جنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت وغزة وما قاموا به من قصف وتدمير لكل ما فيها الا دليل وبرهان على ما نقول وكذلك ما قاموا به من جرائم خلال اجتياح لبنان عام 1982 ومجازر صبرا وشاتيلا و تل الزعتر وغيرها الا شاهد على بشاعة ارهابهم , ولا بد من الاشارة هنا ونحن نتحدث عن التشابه في الارهاب المتخفي بزي الدين ووحدة حواضنه واهدافه ان الارهابيين المسيحيين والمتطرفين امثال جعجع واشباهه في لبنان عام 1982 كانوا يمارسون نفس الجرم والارهاب واشتركوا مع الصهاينة في كل ما فعلوه في لبنان حينها واردوا تمكينهم من قتل الفلسطينيين واللبنانيين واحتلال لبنان او اجزاء منه والدفاع عن هذا الاحتلال !! فالارهاب سواء كان غطائه يهوديا او مسيحيا او اسلاميا فهو واحد ولا يتجزا ويحمل نفس الاساليب والاهداف ويتبع لمخططات دول كبرى مجرمة !!  اذن طائرات الصهاينة ومدافعهم ودباباتهم وكل ترسانتهم الحربية هي لضرب المدن واحتلال الدول وقتل الشعوب وارهابها وكل حروبهم تستند الى قتل اكبر عدد من المدنيين وتدمير ما يمكن تدميره من بيوتهم ومدنهم , اي الارهاب ولا شئ الا الارهاب … اما بخصوص الارهاب التكفيري فهو يحمل نفس الافكار الاستعلائية والجرمية والظلامية فهو  لا يؤمن بالاخر سواء كان طاثفة او دين او كل من يخالفهم بالراي ويعطون الحق لانفسهم بقتله والبطش به وايضا بلا محرمات او حدود ومواثيق واعراف ويبيحون لانفسهم فعل اي شئ لتنفيذ مخططاتهم وسيطرتهم على الاخرين ويزيدون من سقف توجهاتهم حاليا محاولين اختراق جميع البلدان والسيطرة على مقاليد الامور فيها والتنكيل بمن يظنونه او يعتبرونه مخالفا لهم ولكن ايضا ضمن نفس الدائرة التي تسعى الصهيونية والدول الكبرى السيطرة عليها وبتعاون تام بينهم مع وحدة الاهداف والاستهداف !! ولان الانظمة التكفيرية غير مستعدة الان للكشف عن ارهابها وجرمها فهي لم تستكمل بعد بناء قوتها العسكرية والامنية اللازمة لذلك  وتنتظراقناع الصهاينة والامريكان بقبول وصولها لهذه القدرات التسليحية ومدها بهذه القدرات من قبلهم  فقد عملت وبالتعاون مع المخابرات الامريكية والغربية لتاسيس المنظمات التكفيرية وقامت بتمويلها وتسليحها وتقديم كل ما يلزمها من دعم ونشرها في شتى المناطق وحددت لها اهداف معينة واماكن معينة للقيام بجرائمها وحسب ما يتطلبه المشروع الصهيوني والامريكي , وهذه المنظمات في كل عملياتها تستهدف قتل اكبر عدد ممكن من المدنيين وتدمير مايمكن تدميره من بيوت واماكن خاصة وعامة وكل فعالها الجرمية تتم في الشوارع العامة والاسواق والمدارس والمساجد  والاماكن المكتظة بالسكان والمهم عندها ارهاب الناس وتعكير الامن والعبث بالسلم الاهلي واشاعة الفساد والفوضى واستباحة الحرمات والمقدسات و لو تمكنت لقتلت طوائف باكملها  وكل من  يدين بدين اخر ويؤمن بمذهب اخر او اي معتقد اخر  ولا يستجيب لبدعها وظلمها وجهالتها وظلاميتها والمثال العراقي يعطينا اوضح صورة عن جرائمهم وارهابهم وهو معروف لنا جميعا وكل يوم مر ويمر علينا شاهد واقعي وملموس ويقيني على جرمهم وبشاعتهم !!  , ولارتباطها وحواضنها بالارهاب الدولي والصهيوني فهي تنشط مع الاحتلال وفي الدول التي تريد امريكا محاربتها وقتل شعوبها وتفتيتها مثل العراق وسوريا ولبنان وغيرها , ولو دخل الصهاينة الان او التكفيرين او المسيحيين المتطرفين في منطقة تعتبرها اسرائيل وامريكا عدوا لها مثل جنوب لبنان او ضاحية بيروت الجنوبية لما وجدنا اي فرق بينهما في قتل البشر واستباحة دمائهم واعراضهم وممتلكاتهم او لو دخلوا اي منطقة في العراق او في سوريا او اي دولة تريد امريكا تدميرها لفعلوا نفس الجرم ونفس الارهاب مما يدلل على انهم واحد ولا فرق بينهم وبنفس القيادة والمخططين .. فليس مستغربا ما يجري الان في سوريا ان تجتمع الحركة الصهيونية وامريكا مع التكفيريين وحواضنهم المعروفة وجماعة جعجع لتحقيق نفس الهدف وبنفس الاسلوب الجرمي , وليس مستغربا ان يظهر الشيخ الاسير في لبنان مع حواضنه ليعمل لنفس الهدف الذي تريده الصهيونية ويريده جعجع وبنفس الاسلوب الجرمي وضد اطراف المقاومة في لبنان وجمهورها وهكذا غيرها من الامثلة التي تدل على وحدة الاهداف والمستهدفين من قبل الارهابيين باشكالهم ومنظوماتهم المختلفة لان تبعيتهم واحدة وارهابهم واحد  .       
3- اثارة الفتن : وهو وسيلتهما للسيطرة على الشعوب ولتحريف الدين ونشر الباطل ومحاربة الحق واهله وقد اشرنا للبعض القليل منه تاريخيا … والعمل الرئيسي المعتمد هو توظيف عناصر متعددة لاجهزتها المخابراتية او تابعة لها للقيام بعمليات محددة تهدف لاشعال الفتن والنزاعات بين اطراف متعددة في المجتمع ذات طابع مذهبي او قومي او ديني او سياسي وكذلك احداث الازمات بين الحكومات والدول المختلفة والحركات والجهات المختلفة  , واساليب المكر والخديعة معروفة لدى هذه الجهات وبث عوامل الفرقة عبر الاغتيالات والتصفيات او عبر نشر الاشاعات والاخبار الكاذبة والسيطرة على وسائل الاعلام وتوظيفها من اجل التضليل والحرب النفسية والتاثير على عقول الناس وتمرير مخططاتهم واهدافهم كلها وسائل معتمدة لديهم , والامثلة الواقعية كثيرة الان حول اثارة الفتن من قبل الصهاينة او التكفيريين في بلداننا ومجتمعاتنا واعتمادها من قبلهم كاسلوب اساسي ورئيسي للسيطرة على تلك الدول ولمحاربة من يعتبرونه عدوا لهم ولتنفيذ مخططاتهم ففي لبنان مثلا يعملان سويا وبانسجام وتناغم كامل بينهما لاشعال الفتنة المذهبية فيها فالمخابرات الصهيونية تنفذ الاغتيالات والجهات المرتبطة بالمشروع التكفيري توظفها لاحداث الفتنة في هذا البلد والهدف واحد هو ضرب المقاومة والجهات الحليفة معها من اجل السيطرة على لبنان او تدميره بحرب اهلية لا تبقي منه شيئا , وكذلك في العراق ووضعه معروف لنا جميعا وما حصل ويحصل فيه , وفي مصر واثارة الفتن فيها مابين المسلمين والاقباط وحتى القوى السياسية المختلفة فيها وهكذا باقي البلدان مثل الصومال والسودان وليبيا وغيرها  , اما الحاصل الان في سوريا فهو يمثل التحالف الفتنوي الاكبر مابين الصهاينة والتكفيريين لتدمير سوريا تماما وقتل شعبها ومن  ثم اشعال المنطقة باكملها ومن يريد ان يجد نموذجا مثاليا للتحالف التكفيري بانظمته المعروفة الحاضنة له مع النظام الصهيوني والدول الكبرى الداعمة له فانه سيجده في الاحداث الجارية الان في سوريا وقد تحدثنا عن هذه الاحداث مطولا في عدة مقالات سابقة , وبكلمات مختصرة نقول  ان ما يجري في سوريا الان هو الفتنة الدموية القاتلة والمدمرة بكل ما تعني الكلمة من معنى  ومن يريدها ان تستمر وتكبر معروف ويعلن عن نفسه صراحة .
4- وحدة الحواضن الارهابية والتمويل والقيادة :
وهو الموضوع الاهم والاخطر في فهم الارهاب الدولي ومن يقف وراءه ويموله ويقوده ويضع له الاهداف والمخططات .. ولو عرفنا ذلك لازدننا يقيننا ان الارهاب لا دين له وانه تحت سيطرة امريكا والغرب والصهيونية العالمية وهي تتلاعب به وتستخدمة لخدمة مصالحها ومخططاتها في شتى ارجاء العالم !!          ونحن لا نحتاج الى كثير من البحث حول ذلك حتى ندلل عليه  لانه واضح جدا لكل ذي بصيرة , فحاضنة الصهاينة والداعمين والممولين لهم والذين يقومون بتسليحهم هم الامريكان والغربيين وهناك تحالف استراتيجي كامل وعلني فيما بينهم , اما الانظمة التكفيرية فهي صناعة امريكية وصهيونية وهناك تحالف استراتيجي كامل وعلني بين هذه الانظمة وامريكا والصهاينة , والتنظيمات الارهابية التكفيرية هي صناعة مخابراتية امريكية وبتمويل من انظمة التكفير … فهذا يعني ان الاصل واحد (اي امريكي وغربي)  بفرعين احدهما صهيوني والاخر تكفيري وكلاهما ينفذان نفس المخطط المرسوم لهما وطبيعتهما واحدة والاختلاف هو في المسمى والشكل فقط ! وكلتا الحركتين لا يمكن ان تنجحا دون تمويل كبير جدا وامكانيات كبرى ودون توفير المساحة المطلوبة لهما للعمل وتقديم كافة التسهيلات والدعم اللوجستي لهما حتى ينفذا المطلوب منهما , واينما تدخل امريكا يكون الموساد الاسرائيلي والتكفيريين معهم وهذا ما حصل في العراق وكذلك الان في سوريا , او قد يكون التكفيريون او الصهاينة هم الممهدون لدخول امريكا الى اي منطقة تريد السيطرة عليها مثلما جرى في افغانستان او ما يجري التحضير له الان في لبنان بل حدث هذا عام 1982  في لبنان خلال الاجتياح الاسرائيلي له حيث توجهت القوات الامريكية والفرنسية حينها ودخلت لبنان وما اخرجتهم سوى العمليات البطولية للمقاومة حينها !..  ومثلما اشرنا سابقا ان الحقيقة هي تبعية الجميع لامريكا  ولناخذ لبنان كمثال  فما الذي يجمع الشيخ الاسير وهو تكفيري مع الصهاينة وهم يهود ومع جماعة جعجع وهو مسيحيون من اجل ضرب المقاومة في لبنان ؟ فالمفترض حسب افكارهم الدينية المتطرفة هو عدم الاجتماع بينهم فكيف يقبل التكفيري التعاون  مع اليهود الصهاينة او المسيح وهو يكفرهم علنا او كيف يقبل الصهيوني والذي لا يعترف بوجود باقي الديانات ان يجتمع مع الاسير وجعجع وكذلك كيف يقبل جعجع التعاون مع من يكفره او من لايؤمن بدينه ؟ اذن هم لا دين لهم بل هم مجرد ادوات للسفارة الامريكية والقيادة الامريكية لتنفيذ ما مطلوب منهم وهم تابعون تماما وخاضعون للارادة الامريكية الارهابية !! وكذلك المثال السوري كيف اجتمعت هذه الاطياف من التكفيريين والصهاينة وجماعة جعجع وبعض المسيحيين الاخرين وحتى الاخوان المسلمين مع امريكا من اجل هدف واحد هو اسقاط النظام ؟؟

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب