هما حزبان ، متشابهان في كل السمات ، يحكمان بلدين عربيين ، التقاليد والأعراف قريبة جداً بين الشعبين العراقي والسوري ، الأساليب التي يستخدمها الحزبان متشابهة ايضا ، البعث هو الحزب الحاكم ، الشمولية هي الأداة في قيادة البلدين ، قبل عقدين من الزمن إنتفض الشعب العراقي ضد الحاكم الجائر ، الآن ثار الشعب السوري ضد الحاكم الجائر ، إنتفض الشعب الأول لأجل تغيير هذا الحزب وهذا الرأس ، ثار الشعب الثاني لأجل تغيير هذا الحزب وهذا الرأس ، الشعبان يتوقان إلى الديمقراطية ومنها إلى الحرية وإلى العيش الكريم ، كفى جوعاً وكفى إحتقارا ، الشعبان لا يريدان إلا العيش بطريقة تخفظ لهما الكرامة ، الحزبان سارقان ، يسرقان خيرات الشعب وتوزع السرقات على ثلة من العائلة الحاكمة ، في العراق توزع على الأقارب والمقربين ، في سوريا توزع على الأقارب والمقربين ، الحزبان لهما أجهزة قمعية لا تتوان في قتل كل من يقف أمامهما بدم بارد لأجل سماع عبارة من لسان الرأس تقول ( عفيه ، عافرم ) ، خرج الشعب الأول لاجل تغير النظام وتعرض حينها إلى القتل بالجملة ، خرج الشعب الثاني لاجل تغيير النظام وتعرض إلى القتل بالجملة ، جثث في الطرقات ، جثث في الازقة ، محافظات معارضة بقوة وغيرها خانسة ساكتة ، محافظات في كلا البلدين منهم المعارض بشدة ومنهم المؤيد بشدة ، المحافظات المؤيدة في كلا البلدين لها علاقات راسخة مع رأس النظام والمعارضة لها الدبابات والاعتقلات والقتل ، الشعب المنتفض في العراق يختلف بالمذهب مع رأس النظام في العراق ، الشعب الثائر في سوريا يختلف بالمذهب مع رأس النظام السوري ، لا تختلف طرق قمع الانتفاضة في العراق وطرق قمع الثورة في سوريا ، فالحزبان من مدرسة واحدة ومن فصيل واحد ومؤسسهما واحد ، تدخلت اميركا في العراق عسكريا ولم تتدخل في سوريا عسكريا والسبب هو الفرق بين خيرات البلدين، الشعوب والدول الاقليمية المجاورة موقفهما مختلف ايضا، فمن كان يدعم الشعب العراقي يدعم الآن القيادة السورية ،
ومن كان يدعم القيادة العراقية يدعم الشعب السوري الآن وفي حقيقة الأمر ان الشعب مظلوم في كلا البلدين ، هناك أين ، هناك أيادي خفية دعمت الشعب العراقي حينها وهناك أيادي خفية تدعم الشعب السوري الآن ، هناك دول دعمت البعث في العراق وهناك دول تدعم البعث في سوريا الآن ، هناك إعلام وقف ضد العراق حينها وهو نفسه يقف الآن مع الحكومة السورية ، هناك إعلام وقف مع الشعب العراقي حينها ويقف الآن مع الحكومة السورية ، الظلم متشابهة في كلا البلدين ، ظلم في العراق وظلم في سوريا ، الغرباء عن العراق وسوريا لم يجلس أحدهما على التل ، إما معي أو ضدي ، مع صدام وضد الأسد ومع الأسد وضد صدام ، مع الشعب العراقي وضد الشعب السوري وضد الشعب العراقي مع الشعب السوري ، تكميم الافواه في كلا البلدين ، نظام ظالم في كلا البلدين ، جوع في كلا البلدين ، زمر وعوائل هي المستفيدة الوحيدة في كلا البلدين ، والشعبان جائعان لعقود ، في العراق الجيش الشعبي وفي سوريا الشبيحة ، الكل في البلدين يجب أن يكون بعثي وإلا أصبح معارض عميل مجرم مندس ، سقط في العراق الالاف الضحايا من الشباب وسقط في سوريا الالافق الضحايا من الشباب،محافظات في العراق تم قطع الماء والكهرباء والمواد الغذائية عنها وفي سوريا ايضا تم قطع الماء والكهرباء والمواد الغذائية عنها ، قصفت محافظات كاملة في العراق وقصفت محافظات كاملة في سوريا ، تحولت ساحات البلد لاماكن للاعدام في كلا البلدين ، اغتصبت نساء في كلا البلدين من قبل الاجهزة القمعية ومن المتفضين ومن الثوار ، الكثير من العراقيين لقوا حتفهم في بيوتهم خوفا من الذهاب إلى المستشفيات والكثير ايضا في سوريا لقوا نفس المصير ، هرب الكثير من المنتفضين لخارج الحدود في العراق وهرب الكثير من الثوار لخارج الحدود في سوريا ، عوائل بالكامل هربت من بطشس البعث العراقي وعوائل بالكامل هربت من بطش البعث الاسدي ، خيم خارج العراق تنتظر الفارين وخيم خارج سوريا تنتظر الفارين ، معسكرات خارج العراق للاجئين ومعسكرات خارج سوريا للاجئين ، نداءات انسانية توسلت برأس النظام العراق دون ان يسمعها احد ونداءات انسانية توسلت برأس النظام السوري دون ان يسمعها احد ، انشقاقات في الجيش العراقي وانشقاقات في الجيش السوري، صدام مسلح بين المنشقين والجيش في العراق وصدام مسلح بين المنشقين والجيش في سوريا ، سقوط رأس الهرم في العراق وسيسقط رأس الهرم في سوريا ، تم إجتثاث أنصار الحزب في العراق بعد السقوط وسيتم اجتثاث انصار الحزب في سوريا بعد السقوط ، تم إستثناء المقربين من السلطة الحاكمة الجديدة من الإجتثاث في العراق وسيتم إستثناء المقربين من السطلة الحاكمة الجديدة في سوريا ، انه التاريخ يعيد نفسه بعد عقدين من الزمن فلا تستغربوا .