23 ديسمبر، 2024 12:27 ص

التسوية وعامل الاطفاء

التسوية وعامل الاطفاء

قبل اكثر من 20سنة كنا نسكن مدينة الثورة-صدام-الصدر، كانت زوجة احد جيراننا كثيرة المشاكل مع الجيران بضمنهم عائلتنا، لا أحد يستطيع ردعها لسلاطة لسانها، وخوف الناس منها لوقوف اغلب اعضاء حزب البعث آنذاك معها، لموالاة عائلتها لهم، حتى حدث شجار بين عائلتينا مما اضطرني للذهاب الى عمي، ورئيس عشيرتي للتدخل مع رئيس عشيرتهم لفض النزاع، وكف الاذى عنا، وعن المنطقة باسرها لكن لم نستطع الوصول معهم لحل، لسبب بسيط جدا انهم غاوين مشاكل، واتذكر مقولتها الشهيرةّ بانها سوف تتشاجر مع عمود الكهرباء ان لم تجد شخص مقابلها”، درئا للفتنة والمشاكل، وصل عمي، ورئيس عشيرتي لقرار ان اعرض بيتي للبيع، والرحيل الى منطقة اخرى(النزوح من منطقتي، يعني التهجير القسري) خوفا منهم علينا انا، واخوتي من المشاكل، والتقارير الحزبية الذي فقد كثير من الشباب ارواحهم نتيجتها.
قد تكون مقدمتي هذه دخولا لموضوعي الرئيس الذي سأخوض غمار الحديث عنه، قرار رحيلي، وبيع بيتي ذكرني كثيرا بقرار التسوية، مع حفظ بعض المفارقات، والامثال تضرب، ولا تقاس، حين لم نستطع الوصول لحل مع شخص لا يريد الامان، ويعرض ارواحنا، وموالنا للضياع، والاسراف لابد من يكون هناك حلا جذريا معه وان تنزل لعقله، ومبتغاه وتتفق معه اما ان يكون معك، او ضدك.
التحالف الوطني؛ حين طرح مبادرة التسوية السياسية، لم تطرح من فراغ، انما للحفاظ على العراق، وتقويته كدولة مستقلة موحدة، ديمقراطية، عراق يجمع ابنائه بجميع مكوناته، واطيافه.
قد يقول قائل اننا لسنا بحاجة الى تسوية سياسية يكون طرفها السياسيين! بل نحن بحاجة الى تسوية حقيقية مجتمعية بين ابناء الشعب العراقي، وانا اقول اني معكم قلبا، وقالبا ان كان هناك خلاف بين ابناء الشعب العراقي لم يخلقه بعض سياسيو الطرفين من حيث تأجيج الطائفية المقيتة، التي لولاها لما طال جلوسهم، وتربعهم على خيرات الوطن الاسير، والشعب المسكين، دليلنا على هذا هو بيوت ابناء الوسط والجنوب، التي فتحت لنازحي الموصل، والانبار، وقبلها كانت ارواح ابنائهم تذهب فداء عن اخوتهم بتلك المناطق، كذلك القوافل الكبيرة، والكثيرة التي سيرتها المرجعية الرشيدة لأبناء تلك المناطق بالرغم من اختلاف المذهب، والعقيدة.
التسوية السياسية؛ من وجهة نظر كثير من الناس، هي بمثابة اطفاء النار الطائفية التي اوقدها بعض السياسيين، لأجل ديمومة بقائهم في العملية السياسية.