22 ديسمبر، 2024 7:53 م

التسوية بين القبول والرفض

التسوية بين القبول والرفض

طرح التحالف الوطني”ورقة التسوية الوطنية” التي تضمنت عدد من الافكار التي تمثل وجهة نظر التحالف الوطني الممثل للاغلبية السكانية في العراق، وجهة النظر هذه تمت صياغتها بمشاركة مكونات التحالف الوطني مجتمعة بما فيهم التيار الصدري الذي جمد عضويته في التحالف منذ شهرين تقريبا.
عرضت هذه الورقة على الهيئة الفيادية والسياسية والعامة للتحالف الوطني وتم قبولها من الجميع، لتقوم الامم المتحدة ممثلة ببعثتها في العراق بعرضها على الفرقاء في الفضاء الوطني بأنتظار مايتم طرحه من قبلهم ليتم الاتفاق على ورقة مباديء عامة من قبل الجميع، بعدها يتم الانتقال الى المرحلة الثانية وهي مرحلة تحديد الفريق المفاوض لكل مكون ثم الورشة التفاوضية تليها مرحلة القرارات والتشريعات على الامور التي يتم الاتفاق عليها وبالنهاية مرحلة الضمانات والتي تعنى بها الامم المتحدة.
 الساحة العراقية الان مقسمة بين مؤيد ومؤيد متردد ومستفسر عن ماهية التسوية، هذه الاصناف الثلاثة لها مايبرر مواقفها تلك، ولها الحق في موقفها لحين انجلاء الغبرة لتحسم موقفها، خاصة المتردد والمستفسر.
 هناك من يثير اللغط حول هذه الورقة تارة لعدم معرفته بمراحلها، حيث يذهب لتحديد اسماء وشخصيات مرفوضة من الشارع سلفا والورقة مازالت في مرحلتها الاولى وهي المباديء العامة، واخر يرفضها لعدم ادراكه لمسارات مابعد الموصل، وهي اما استمرار القتال الذي مؤكد انه لم يخرج بنتيجة كحال الحروب الاهلية، او تقسيم البلد او طريق التعايش السلمي المشترك، هناك صنف اخر يرفض اي تسوية او استقرار كونه لايتنفس الافي اجواء الازمة والفوضى، هؤلاء يمثلون اعداء العراق الجديد وهم بعثيين وطائفيين تاجروا بالدماء والاعراض يضاف اليهم عصابات الجريمة المنظمة. 
ان كل الطيف العراقي جرب سيناريوهات متعددة كانت نتائجها وبال على اصحابها، فمن استند للجوار واجندته لم يحصد الامزيد من الخراب والدمار، ودفع الثمن غال من ارض وعرض ودماء فضلا عن انهيار تام للبنى التحتية مع تخلي كامل لمن حملوا وثقفوا لتلك الاجندة، اما من اعتاش على التصعيد القومي ومحاولة الاستقواء بالخارج، هاهو اليوم يعيش عزلة داخلية وخذلان خارجي، ومن انتهج التأزيم سياسة ليعبر بها المراحل اصبح مرفوض من الشارع ومن القوى السياسية ومستقبله السياسي مهدد.
امام هذه الواقع لم يتبقى امام الفرقاء الا الجلوس لوضع حد لهذه الفوضى بلاغالب ولامغلوب، بضمانات دولية واضحة وملزمة للجميع بالالتزام بما تسفر عنه مفاوضات الفرقاء بعد اتفاقهم على مباديء الورقة التي استثنت البعثيين والمطلوبين للقضاء ومن تلطخت ايديهم بدماء الشعب العراقي، هذا سيفتح افق جديدة امام الشعب العراقي في البناء والاعمار وتوفير الخدمات بعد ان يكون القانون هو الحاكم على الجميع، والتخلص من لغة الاستقواء بالسلاح والتهديد به، اذن التسوية هي الخيار الاوحد امام العراق ليحقق كل مايطمح له ابناء الشعب بكل اطيافهم….