20 مايو، 2024 10:59 م
Search
Close this search box.

التسوية الوطنية … ورقة لمن يُؤْمِن بها ؟!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

لأي مبادرة تسوية ينبغي ان تكون هناك ثوابت تعتمد عليها ، وتستند عليها كأساس تقوم عليها التفاهمات والاتفاقات المنتجة لهذه التسوية ، وتكون هي خارطة الطريق لتهدئة الأوضاع ومد جسور الثقة بين المكونات جميعها ، لهذا يمكن إجمال الثوابت التي تأسست عليها المبادرة بالاتي :- ١) يلتزم الجميع بوحدة العراق أرضاً وشعباً ، ورفض أي اجندة تهدف الى تمزيقه أو تقسيمه . ٢)ضرورة اعتراف جميع الأطراف بالنظام السياسي القائم بعد عام ٢٠٠٣ ، والعملية السياسية والدستور ، وَأن اَي خلاف أو اختلاف ينبغي ان يكون تحت قبة البرلمان ، وتحت وصاية القانون العراقي النافذ . 
٣)اَي نقد أو تبني لعملية الإصلاح في النظام السياسي يجب ان يكون عبر ممرات القانون والدستور ، وعبر آليات التفاوض والنقاش ، والاستناد على الاعتراف بشرعية النظام السياسي والدستور . 
٤)تجريم حزب البعث ، وتحميله المسؤولية كاملة عن الجرائم المرتكبة خلال فترة حكمه ، وانهاء ملف وجوده في الحياة العامة . 
٥)السعي الى بناء مؤسسات الدولة ، وبناء دولة المواطنة العادلة ، والاعتماد على مبدأ الكفاءة والنزاهة في إدارة الملفات فيها . 
٦)ضرورة ان يسود القانون ، وحصر السلاح بيد الدولة ، وعدم السماح بنفوذ وتنفذ الكيانات السياسية التي تمتلك التسليح ، وأن اَي تفرد بحمل السلاح خارج أطار الدولة  ، يعد محرماً وخارجاً عن القانون دون تمييز 
٧)حفظ حقوق جميع الأقليات في البلاد ، والتأكيد على التعايش السلمي بين جميع المكونات ، والاحتكام الى الحوار والالتزام بالآليات القانونية والدستورية في فض النزاعات ، وحل الخلافات . 
ان لكل وثيقة جوهر ومضمون ، وعلى المكونات السياسية التركيز على جوهر هذه التسوية الوطنية ، وينبغي الوقوف والتأمل في أركانها وأسسها ، والتأسيس على مبانيها ، وليس الوقوف ضدها ، ونقد قضايا فارغة لا يمكن الاتكال عليها كجزء من هذه التسوية ، لانها الأساس تعتمد على جميع القوى الوطنية ومطالبهم في إيجاد رؤية موحدة في التعايش السلمي بين هذه المكونات ، باستثناء حزب البعث وتنظيم داعش الإرهابي ، وكل كيان ارهابي متطرف وتكفيري وعنصري ، وأيجاد اتّفاق تاريخي يشمل جميع القوى الفاعلة في العمل السياسي ، والتي تمتلك المقبولية والتأثير على الارض . التسوية الوطنية في العراق ، سيكون لها انعكاسات إيجابية على الوضع الإقليمي ، وهذا ما نشاهده من تفاهمات مهمة في لبنان ، والتقرب اليمني بين الأطراف المتصارعة ، والاتفاق على ضرورة إيجاد تهدئة في البحرين ، الى جانب كوّن الديمقراطيين يسعون الى ابقاء صورة إيجابية لسنوات حُكم البيت الأبيض ، وترك صورة جيدة عند الشعوب الشرق اوسطية ، الى جانب ان الجمهوريين أنفسهم ، يسعون الى ترتيب أوراقهم في المنطقة ، وإيجاد تفاهمات نحو حسم الملفات فيها ، وسعي ترامب الى تقديم شي جديد ، وذلك عبر سعيها ابقاء تأثيرها ونفوذها في المنطقة . 
ان التسوية الوطنية ما هي الا مبادئ تحكم العلاقة في من ستشملهم هذه المبادئ ، لأننا نقترب من نهاية داعش ، لذَلك يبقى من الضروري ان يكون هناك عمل جاد لإجراء تسوية شاملة ، تضع قواعد وتنظيم العلاقة بين المكونات السياسي في البلاد ، كما ان هذه التسوية ستكّون دستور حاكم وحازم ، لان من لا يسير مع هذه التسوية لا يمكن اعتباره جزء من المنظومة السياسية عموماً ، كما انها تعد ورقة التنازلات بين المكونات السياسية جميعاً ، والسعي الى إبراز حالة الاندماج والقبول بالعملية السياسية والديمقراطية. 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب