23 ديسمبر، 2024 12:38 ص

التسوية الوطنية والقلق السياسي

التسوية الوطنية والقلق السياسي

دائما مانسمع بمصطلح القلق السياسي, وهي عبارة تتضمن أكثر من معنى, حيال حادثة او قضية معينة, فالذي يعنيه القَلق أنه سيتخذىموقف صارم أتجاه قضية بعينها قد تصل الى الأنسحاب من حلف معين او التلويح بالحرب.القلق حالة مرضية تصيب الأنسان نتيجة لعدم شعوره بالأمان او نتيجة لمخاوف معينة, وهي حالة أيجابية اذا سخرت للصالح العام, وتارة تصبح حالة مرضية اذا أخذت أكبر من حجمها فالقلق كما السكين يستخدم في الجانب السلبي والأيجابي.
التسوية الوطنية والقلق السياسي, هذه العبارات ترددت الى اسماعنا لكثير من الأطراف السياسية في العراق, أتجاه هذا المشروع الكبير, الذي طرح من التحالف الوطني, فماهي دوافع ذالك القلق؟, الذي يساور تلك الكتل والأحزاب والشخصيات السياسية, فهل هو قلق ايجابي أم سلبي؟, عندما نتحدث عن هذا المشروع نجد أنفسنا أمام ثلاث خيارات: هي أما أن يبقى الوضع كما هو عليه, والذي يعني أن نبقى ندور في نفس الدائرة, التي عانينا منها مدة عقد ونيف من الزمن,قتل قتال تهجير, تقسيم البلاد والحرب الأهلية.
الخيار الثاني, وهو الأحتمال المحتمل الكبير,بعد الأنتهاء من قتال داعش وتحرير العراق, الذهاب الى تقسيم المقسم الذي أقر وفق أتفاقية سايكس بيكو, وتحويل العراق الى دويلات صغيرة تخضع لأجندات خارجية وطائفية, والأقتتال بين مكونات المذهب والطائفة الواحدة على من يحكم تلك الكنتونات الصغيرة الضعيفة, ونتيجتها الحتمية دمار بلد أسمه العراق علم العالم معنى الكتابة.
الخيار الثالث, التسوية الوطنية,هي الحل الوحيد هذا بكل تأكيد لأصحاب العقل السوي والب الراجح, كون أن بعض القليقين يعتاشون على الحرب وعلى التصريحات الطائفية, ولن يجدوا لهم مكان في العملية السياسية في حالة نجاح هذا المشروع, التسوية المجتمعية والسياسية بدون مبرر القلق, هي المفتاح والحل الى عراق جديد خالي من النزعات والصرعات الأثنية والمذهبية وفق شعار لاغالب ولا مغلوب وكل حسب حجمه السكاني والأنتخابي.التسوية كتبت بأيادي عراقية وطنية والذي كتبها هم رجال دولة همهم أنقاذ العراق من محنة الحالية, قدم هذا المشروع بصيغة أنقاذ وطن بعيدا عن المزايدات والمهاترات السياسية, قد يكون القلق لدى البعض مشروع, وهو قلق أيجابي يصب في المصلحة العامة ولضمان نجاح التسوية والسير بها نحو شاطئ الأمان.
القلق السلبي هو العائق والمعوق لهذا المشروع الوطني, فيحاول البعض من باب خالف تعرف, وضع العصا في الدولاب, او من باب فشل المشروع لانه سيكشف زيفه وأعتياشه على دماء العراقيين من خلال القتل والنهب, والفساد المالي والأداري,وبكل تأكيد فوجود مثل هكذا مشروع سيعريه هو وامثاله أمام الرأي العام,فنجده دائما قلق.
التسوية هي خيار العراقيين, والسير بها بأتجاه الأمام سوى كان القلق أيجابي او سلبي, فنجاح التسوي يعني أنقاذ وطن, والحفاظ على ماتبقى من أرثنا وأبنائنا, وبناء وطننا الذي دمر بفعل الأجندات الخارجية, والطائفية,التي تقاتلت على أرض وطني.