23 ديسمبر، 2024 11:18 ص

من المضحك في الواقع العراقي الجديد, أن يجتمع أغلب القادة السياسين على طاولة واحدة في الليل, ويتفقوا فيما بينهم وبوجهوا باسمة أمام الكاميرات, ويتناسوا في الصباح ماتم الأتفاق عليه يوم أمس.
لعل تطبيق اسلوب الهجمات المرتدة, يستخدمه معظم القادة في العراق, وبأسلوب تكتيكي جميل, ولكن غالباً ماتنتهي تلك الهجمات خارج المرمى.

يعتبر أغلب قادة السنة أن مشروع التسوية الوطنية, هو مشروع طائفي بأمتياز, حسب تعبيرهم وتفكيرهم القاصر كعقولهم, وبالتالي سيفقدون أمتيازاتهم وبعض قواعدهم الجماهيرية الطائفية, في حالة نجاح هذا المشروع, وهذه التسوية حسب رائيهم هي تسوية مرتدة, وجب القصاص منها وقتلها, قبل أن تصل الى الهدف وتفرح الجماهير المتعطشة الى الأمن والأمان والأستقرار.
التحالف الوطني, صاحب المبادرة, والذي عكف على كتابتها ودراستها قرابة العام, فقد أستخدم أسلوب جديد وجميل في التلاعب بعواطف الجماهير,وشحنهم طائفيا, وأسقاط الخصم خارج منطقة الهدف, وذلك بالضغط على اللاعب الليبرو, مهندس المبادرة, وأستخدام الأساليب الرخيصة بالتسقيط الإعلامي, من خلال أبواقه المأجورة وجيوشه الكترونية, المدفوعة الثمن من ميزانية الشعب.الكرد مابين مشروعهم القومي والطائفي, وحلمهم بأقامة دولتهم الكردية, وخوفهم أنه في حالة نجاح هذا المشروع فسيسحب البساط من تحت أقدامهم, بالأضافة الى مشاكلهم الداخلية التي يحاولون تصديرها الى خارج الأقليم, فمناسبة اودونها يتحججون مرة بتصريح وأخرى بتحركات لقطعات الجيش والحشد الشعبي, لأزيادة الأحتقان والشحن القومي, وهو أسلوب تيكي تكا البرشلوني.
محصلة الحال, أن أغلب الكتل السياسية, هي مقتنعة قناعة تامة بهذا المشروع الوطني, وأنه الحل الوحيد لأنقاذ العراق من محنة الحالية, ولكنها لحسابات أنتخابية ومصالح فئوية, وأخرى قومية, تعمل على أفشال هذا المشروع والداعين اليه, بأستخدام الأساليب الملتوية وأسلوب التسوية المرتدة وكل حسب أجنداته والتي وجب القصاص منها وقتلها قبل أن تصل الهدف, كونها لأتحقق مصالحهم الحزبية.