17 نوفمبر، 2024 9:37 م
Search
Close this search box.

التسوية الحقيقية لانقاذ العراق من التشرذم

التسوية الحقيقية لانقاذ العراق من التشرذم

تزاحم الاحلام؛ وبريق الامل المرتقب الذي غصت به عيون العراق، الشاخصة لأبصار النور من  بين دجى التجزئة والتقسيم لن يجدي نفعا؛ مالم تكن هناك اكف متكاتفة تمسك بحبل الخلاص، وتعتصمه بقبضة الوحدة الوطنية لانتشال العراق من هوّة الظلال التي سقط فيها، بعد محاولته لملمة اشلاء جسده الواهن من نهش انياب الهمجية, فزحف بجسده الواهن ساقطا في قعر التطرف الديني الخطير.

 

لذا فقد بات من الضروري الاسراع بمشروع انقاذ ترتكز قواعده الاساسية على  مفاهيم دولية، تتمثل بالمصالحة الوطنية الشاملة والتعايش السلمي المجتمعي المشترك بين المكونات والطوائف والاديان، ليتحول دورها من مجرد شعارات لا مضمون لها، الى اعمدة رصينة تسهم في بناء سور حصين ضد اي هجمة متغطرسة وهو الحل لازمة العراق الدولية والاقليمية.

وهذا ما قاد بعض السياسيين العراقيين من التخطيط الجدي والفعلي  لإنتاج مشروع جديد من شأنه انتشال العراق من قاع البؤس والصراع الاقليمي، الى نور الوحدة العريقة والتسوية التأريخية، مستفيدين من تجارب الذين سبقوهم واعادة صياغة الخطوات السديدة التي لم يكتب لها يوما ان تدخل حيز التنفيذ.

 

وقد حظي هذا المشروع بقبول واسع، ومباركة الدعم الدولي والاقليمي الذي تتبناه دول عظمى واقليمية وقوى محلية وشخصيات دينية وسياسية وعشائرية تستطيع بجهودها ان تبصر الواقع من جديد كما ابصرته سابقتها في لبنان من تحقيق اهداف التسوية المنشودة.

 

وقد تناول المشروع البحث في الدرجة الاولى في تفعيل وتعزيز الدور الوطني والقومي والعقائدي للدولة، والذي يعتبر المنطلق الاساسي لاستقرار البلد والحفاظ على مبادئه وخصوصياته الداخلية، و كذلك توحيد صفوف العراق لمواجهة الهجمات الوحشية المتمثلة بداعش وشتى انواع الارهاب الوطني عن طريق حل الميليشيات واعادة بناء الجيش والشرطة العراقية بعقيدة وطنية بعيدة عن الطائفية, وجعل السلاح محصورا بيد الدولة ومن ثم تطهير المدن العراقية  من دنس الارهاب واعادة اعمارها لتحتضن اهلها من جديد، ودمجهم بهذا المشروع الوطني، وبالتالي ستقود النتائج الى سهولة توحيد الحدود الجغرافية العراقية وهذا سيفضي طبعا الى توطيد علاقة المركز بالإقليم.

 

ان مثل هذه المشاريع التاريخية العظيمة التي تنقذ البلدان وتحتقن الدماء، انما هي بحق اهداف سامية تنحني لها الرؤوس وتتسابق لها الضمائر الوطنية الاصيلة، لتكون رمزا تاريخيا خالدا تتوارثه الاجيال..وليجعل الشراكة الوطنية والعراقة الموحدة يدا عتيدة تشد من حبل الخلاص، وترتقي بعراقها الى بر الامان وسع مراحها المفعم بنور الامل والحرية والطمأنينة والسلام.

أحدث المقالات