23 ديسمبر، 2024 1:26 م

التسوية الحقيقة..في الكلاسيكو وليست في العراق (مقال)

التسوية الحقيقة..في الكلاسيكو وليست في العراق (مقال)

وانا اقلب في احدى مواقع التواصل الاجتماعي بعد مباراة ريال مدريد وبرشلونة وهي الكلاسيكو الاهم في الدوري الاسباني..وبعد نهاية المباراة طبعا تبدأ مرحلة الشد والجذب والتصريحات النارية والصواريخ الذكية والغبية التي تطلق من مشجعي كلا الفريقين على بعضهم البعض وطبعا القصد بالصواريخ  هو مجازي هو صواريخ الكلام الذي يتقاذفه كلا..المشجعين..لفت انتباهي تعليق بعد المباراة كان غريبا بعض الشيء وهو ..التسوية الحقيقة ..هي ان يتعادل الريال مع البرشة..وهنا..صوبت النظر الى قلمي واوراقي ونسيت الكلاسيكو والمباراة وتذكرت العراق ..وطبعا اضحوكة التسوية السياسية التى طفت على صدر قاربه مؤخرا..وبدأت اكتب مقالي المتواضع هذا..
فعلى من يريد ان يقوم بالتسوية حقا..عليه ، يُشعِر الناس بأنهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، وفي الوقت نفسه لا يناقض العقائد أو المذاهب الدينية أو الفلسفية العقلانية السائدة في المجتمع.
وكيف يستطيع المتصدي لمثل هكذا مشروع ان يقنع الشعب برمته ان مشروعه سيئول الى النجاح ونحن في العراق لحد هذه اللحظة لم نصل الى مرحلة السياسي الوطني الذي يقدم مصلحة بلده على مصالحه الشخصية ولحد الان الخطاب السياسي العراقي ما زال إقصائياً ومتشنجاً، وإن كان البعض يطلق أحياناً خطاباً عقلانياً، فإن السياسيين عجزوا عن مواجهة المشكلة الحقيقية التي زعزعت أركان النظام الجديد ألا وهي استبعاد حزب البعث من العملية السياسية. نعم، البعث لا يؤمن بالديموقراطية، وكان هذا سبب اتساع المعارضة له، إلا أنه سيضطر إلى القبول بالآخر شريطة أن يكون الآخر مستعداً لمبادلته القبول. ليس من العدالة بشيء أن تُجرَّم مجموعة سياسية إن لم تكن مشتركة فعلياً في جريمة، ولا يمكن تحميل البعثيين جميعاً، ولا حتى بعض القياديين منهم، الجرائم التي ارتكبها النظام السابق، وهذه القضايا ليست سياسية ويجب أن تترك للقضاء لبتّها. النظام الحالي يعترف رسمياً بأن ليس كل البعثيين مجرمين، والدليل أن كبار البعثيين السابقين يعيشون بين الناس ويتسلمون رواتبهم التقاعدية من الدولة كما إن المحاكم برأت قياديين منهم.
. لم يعد في الإمكان في عصر المعلومات والاتصالات والحريات والعولمة، الاستحواذ على السلطة والنفوذ والموارد في أي مجتمع حتى لو كان في المراحل الأولى لتكوينه. المجتمع الحديث يتسم بالتعددية والحوار ونبذ الظلم والعنف والتعسف، وهو أيضاً يمتلك أدوات التغيير، وإن كان خطاب التمييز الطائفي والقومي قد انطلى على بعض أجزاء المجتمع العراقي، فإنه لم يعد مقبولاً داخلياً ولا خارجياً ويجب مغادرته كلياً.
التسوية تعني حلاً جذرياً ونهائياً للمشكلة العراقية، وهي تتطلب حواراً واقعياً بعيداً من المثاليات والاستحواذ السياسي والطائفي والمناطقي والقومي، فلا حل يأتي من دون تقديم التنازلات والابتعاد عن التفرد والإستئثار بالسلطة.
وهو طبعا يكون مشابها لما حدث في الكلاسيو حيث رضي كل فريق عن الاخر بهدف لهدف..وهكذا خرجو من مبارتهم من اي خسارة تعكر صفو نفوسهم وهذه هي التسوية الحقيقة..بعد ان كانو قد توعدو.. فريق للآخر انه سوف يفعل به ماسيفعل..لكنهم بعدها..اقتنعوا بالتسوية..العقلائية.